من لا يعرف الأستاذ علي سالم دخيل الله
كتب : طلال بن سالم الخنبشي
” من علمني حرفا صرت له عبدا”
هكذا تربينا على حب واحترام المعلم، و تربينا على أن نعترف بالجميل الذي قدّمه لنا خلال فترة نشأتنا في مراحل الدراسة والتي تعتبر الفترة الأصعب في حياتنا، حيث أنها تحتاج إلى صبر وقوة تحمل حتى يمكننا أن نخرج منها بما ينفع أنفسنا وينفع الناس جميعا، فالمعلم بالنسبة لنا هو الأب في المدرسة وهو القدوة الحسنة التي نتعلم منها الكثير من الحكم والمواعظ، فليس معنى الوفاء للمعلم أن نوفي له خلال مرحلة الدراسة فقط ولكن ينبغي أن يكون الوفاء على مر العمر لأننا لا نتعلم فقط مادة أو منهج ولكن نتعلم الكثير من المواعظ التي تجعل لحياتنا هدف، فكم من معلم في حياتنا أصبح القدوة الحسنة التي يقتدي به ونتذكره دائما، وهذا ما حدث بالفعل في يوم الخميس 26/9/2019 كان موعدنا ان نلتقي بصاحب البصمة الجميلة في حياة الكثير من الطلبة في ولاية الرستاق إبان ما بين 1997 الى عام 2001 ، التقينا بالأستاذ علي سالم دخيل الله بعدما تم التوصل على مكان إقامته بعد مرور عامين من المحاولة والتنسيق، وكان اللقاء جميل وحافل بالذكريات ودموع الفرح باللقاء ، استقبلنا بالاحضان فما أجمل لقاء الذي يجمعك بمن تحب..فهو ينسيك حنين الأمس و ذكريات الغد.تمتمت في اذنه عبارات تقول حُبك للأبد والشوق لك يزيد يا استاذ علي حفظك الله. فما أجمل لقاء الحبيب بعد طول فراق، وبعد سيل من الاشواق، انها لحظه ترسم احداثها في لوحه ربيع العمر، لحظه يزاد فيها نبض القلب، وتتجمد المشاعر من فرح القلوب، لحظة فيها من الوفاء مايروي الاحاسيس.
حاولنا ان نصور معه ولكن لم أجد اي تغير في ملامحه حتى اجدد صوري معه ، هو ذو القامة الرشيقة و علامات الشباب الفتية رغم تقدمه بالعمر، تحدث لنا عن منجزاته وذكر لنا مراحل حياته في عمان والمدارس التي تقلد إدارتها بعد مدرسة الإمام ناصر بن مرشد الثانوية ، يبلغكم السلام جميعا و يتمنى لكم التوفيق جميعا ووعدني بأن نجري لقاء في المستقبل القريب.
وعندما عدنا به للذكريات قال عن الاستاذ سعيد السلماني كان احدث واحد تواصل معي ، و عندما سالناه عن اهم الأشخاص المؤثرين في حياته العمليه فتذكر الاستاذ خلفان المعني و الاستاذ طالب الشقصي وقال لااقدر اوفيهم حقهم من الشكر والاحترام والتقدير لما كان لهم بصمات في مسيرتي ادعولهم ولغيرهم كثيرا من كان في وزارة التربيه والتعليم وغيرها من المؤسسات الحكوميه المختلفه ان يوفقهم الله ويحفظهم وانا مهما قلت عنهم لن اوفيهم حقهم علي والله وكل من تعاملت معهم وساعدتهم وساعدوني لم انسي د.سيف المعمري وا.دحبيب الريامي ود.سعود العزري ووقوفهم معي وهم من دفعوني للامام بكل اخلاص وحب لاانساهم في حياتي وعند مماتي ادعو لهم بطول العمر والصحه والعافيه .القائمه تطول وتطول ومهما فعلت لن اوفي الجميع حقه لاننا كنا في خندق واحد نتعلم ونعلم ونتعايش بالحب والاحترام جزاكم الله خيرا واسعدكم بٱسركم وحياتكم . وطلبت منه صورة كهدية منه لي وحضيت باخرصورالتكريم في ظفار. وذكر في حديثه بافضال محسن العنبوري والاستاذ محمد بن ناصر اللمكي و لم ينسى تلامذته فكان الطالب بركات اللمكي له نصيب الاسد من سواله عن حاله و الكثير الكثير من الطلاب، فرح كثير عندما اخبره اخي انه حصل على الدكتوراه وقال اني كنت أردد لك كلام منذ أن كنت معلما بالمدرسة أن لك مستقبل كبير ، وحدثته عني وفرح كثير وزادني فرحه حبا بذاك المربي .
تعيدني الذكريات ان هذا الاسطورة في زمان كان له دور يشهد عليه اولياء الأمور ابان تلك الفترة هو كان مديراً للمدرسة الأبتدائية ( التعليم مساءً )وصباحا في نفس المدرسة يومها كان المدير الأردني الأستاذ محمد أبو صفيةً وبعدها غادر إلى ولاية نخل وتم تعيين الأستاذ علي سالم ليكون صباحا خلفاً للأستاذ محمد في نفس المدرسة أيضاً،وظل الأستاذ علي سالم دخيل الله مديراً للمدرسة إلى عام 1997 وتم نقله بعد ذلك إلى مدرسة الإمام ناصر بن مرشد الثانوية بالحزم إلى سنة 2001.
ويبلغكم ارقى التحية والسلام لكم جميعا ابناء الرستاق ويعتذر لكم اذا بدر منه التقصير ،تمنينا ان يطول اللقاء معه ولكن بسبب الظروف وضيق الوقت لم يتجاوز اللقاء سوى ساعة ونصف .
ان الاشتياق للاشخاص أو حتى للاماكن التي كانت تجمعنا بأشخاص مهمين لدينا ولهم مكانة خاصة في نفوسنا من أصعب المشاعر التي تتسبب في خلق الحزن والألم والأوجاع لقلوبنا، فمهما حاول الإنسان أن يتخلص من ذكرياته أو ينسي أناس أحبهم وسكنوا بداخله لأيام وشهور وسنوات طويلة فإنه لا يتمكن ابداً من ذلك، لأن حبهم يبقي بداخله يمنعه دائماً والحنين إليهم لا يمكن أن يخفيه المحب لأنهم رسموا بداخله المعني الحقيقي للحب و الغرام والاشتياق،فالأستاذ علي يحن قلبه لولاية الرستاق ولأهلها ويكن لهم التقدير والاحترام و يتمنى أن تعود به الأيام ليكون معهم و بينهم.
من هنا اتقدم لجميع من تعاون معنا في الوصول إليه سواء بالسؤال او الارشاد،الاستاذ علي سالم دخيل الله لم يتردد أبدا في الموافقة على إرسال رقم هاتفه إليّ والتواصل معي ، وكانت أول المكالمات كانت مكالمة هاتفية منذ سنتين و تعجز كل الكلمات عن وصفها فكانت مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الراقية والعظيمة ، وقد اتفقنا على زيارته في مقر اقامته مع تحديد الموعد والتأكيد عليه.
معلمي صاحب الفضل الأول بعد الله فيما أنا فيه،شكرا على وقتك الثمين معنا والله لا يريكم اي مكروه وجعلكم سعيدين دوما.
تحية ملؤها المحبة لك ايها للمربي الشامخ فقد جاهدت نفسك في سبيل بناء أجيال تذهب بتربيتكم له إلى الرقي في كل المجالات .