2024
Adsense
أخبار محلية

محمد سعد: أنا لا أنافس المبصرين، ولا أدعي الاحترافية.

حاورته كل من: صفا بنت محمد الهنائية، وعلياء بنت سعيد العامرية.
الكفيف لا يحتاج إلى معجزات ليعيش، فكل ما يحتاجه إليه هو الإيمان بقدراته وإبداعاته، وهذا ما أثبته لنا المبدع محمد سعد في هذا الحوار الشيق.

*بداية متى فقدت بصرك؟

** فقدت بصري منذ الولادة بأيام إثر خطأ طبي.

*كيف دخلت لعالم التصوير؟وماذا يعني التصوير لك؟
**أحببت التصوير منذ الطفولة ولكن في بادئ الأمر لم تكن لدي مهارة، فقد كنت أعتبر التصوير مجال بصري ولا شأن لي به أبدا ، وعندما بدأت الدخول في برامج التواصل الاجتماعي أُضطررتُ إلى التصوير لتوثيق يومياتي. بحثت عن بدائل تعينني على التصوير كاللمس مثلا، مع المحاولة والخطأ إستطعت التصوير بشكل جيد بالإضافة إلى الخيال، فأنا أستخدم الخيال كثيرا، فعلى سبيل المثال: إن أردت تصويرك أتخيل مدى اتساع العدسة طول وعرض الالتقاط، علاوة على ذلك كثرة الخطأ وكثرة توجيه الأسئلة للمحيطين بي عن مكمن الخطأ. لعبت التقنية دورا هامً في مساعدة المصورين من المكفوفين، فقد وفرت آبل تقنيات مساعدة كالتركيز والإضاءة وغيرها من التقنيات المساعدة.
يقول الكثير من الناس أن التصوير مجال بصري وليس من اهتمامات الكفيف، ولكن في حقيقة الأمر أن الكفيف يحتاج إلى تعلم التصوير، فلولا أهمية التصوير لدى الكفيف لما وضعت آبل تقنيات مساعدة له تعينه على ذلك ولا سيما في ios 13.
التصوير يعني لي الكثير؛ وذلك لأنه يجعلني أعيش حياتي بشكل طبيعي جدا، خصوصا أن التصوير أصبح موضة العصر.

*يمكن للصورة أن تعبر أقوى من الكلمة، كيف يمكن لصورة أن تغير من فكر أو سلوك مجتمعي؟
**الصورة كالفيديو، فهي سلاح ذو حدين إما أن تصور وتنشر مفاهيم سلبية أو تصور مبادئ إيجابية وتوعوية.

*هل تؤمن بأن التصوير يمكن أن يساهم في إحداث فرق اجتماعي ؟
**أظن ذلك، فالصورة قادرة على صنع هوية مخالفة للواقع، مثلا يستطيع الشخص تصوير نفسه في سيارة فخمة ليظهر للناس أن حالته المادية ممتازة وهو في الحقيقة عكس ذلك.
*برأيك ما وضع التصوير الآن بالسعودية او العالم العربي،،،بمعنى هل ما زال محافظ بقيمته أم أن الناس باتت تصور بعشوائية دون اكتراث بأن يكون هناك مضمون للصورة وذكرى؟
**التصوير له أهله وما زال محافظ على قيمته، والفرق بين الماضي والحاضر هو أن الجميع لديه كاميرة احترافية وأصبح يصور، الأجهزة الذكية أصبحت. عبارة عن كاميرات احترافية.بالرغم من أنها لا تغني بشكل كبير عن الكاميرة، وما زال هناك من يهتم بالتصوير، وما زالت جلسات التصوير موجودة، ولكن أصبح الناس يهتمون بتوثيق اليوميات، ومن وجهة نظري. أن هذا يقرب الناس من بعضها أكثر خصوصا في برامج التواصل الاجتماعي.

*كيف تعامل المحيطون بك معك قبل احترافك لمهارة التصوير ومن بعد؟
**أنا لست محترف ولا أدعي الاحترافية، ودخولي في عالم التصوير لا يعني أنني أنافس المبصرين، فتصويري مقارنة ببعض المكفوفين جيد، أما بالنسبة للجواب على سؤالك: في الحقيقة لا يوجد اهتمام، فأول صورة صورتها في حسابي على الانستجرام كانت صورة لثلاجة.
البعض لم يهتم، والبعض الآخر يقول: محمد يلعب، ولكن لا مشكلة في أن يكون التصوير لعبة، فالتصوير كغيره من البرامج الترفيهية الأخرى.
بعد ذلك تغيرت الأوضاع، قمت بعمل دورات تدريبية للمكفوفين لأثبت للكفيف قبل أي شخص آخر بأنه قادر على تعلم التصوير، يؤلمني أن أجد كفيف يقول بأن هذا مستحيل، هذا صعب، لا يمكننا أن نصور، لا يعطي نفسه فرصة التعرف على الوسائل التي تعينه على التصوير.
من المواقف الجميلة التي تعرضت لها في إحدى الدورات:
بعد الدورة قالت لي إحدى الكفيفات لها مني أجمل التحايا: ]عندما حضرت هذه الدورة فقط لأعرف ما الموضوع لا أكثر، ولم أكن مقتنعة بأن الكفيف قادر على التصوير ولو بشكل جزءي، ولكنني اليوم تغيرت قناعاتي.[
الحمد لله بعد تلك الدورة فتحت لي أبواب إقامة مثل هذه الدورات داخل وخارج المملكة .
قدمت العديد من الدورات، وصورت لايف في البرامج التلفزيونية، وأنا سعيد جدا لأنني أقدم للمكفوفين جانب ترفيهي، خصوصا أن الجوانب الترفيهية مهملة، فالأغلب يهتم بالجوانب الحياتية كطريقة برايل, والتوجيه والحركة.

*من الذي دعمك في هذا المجال؟
**دعمني الكثير في هذا المجال، كإخوتي وأخواتي، بالإضافة إلى أصدقاءئي من المبصرين والمكفوفين وضعاف البصر الذين تحملوني رغم كثرة أسئلتي، وأشكرهم على جهودهم وصبرهم وإيمانهم الكبير بقدراتي، لهم مني أجمل التحايا وعظيم الإمتنان؛ لأنني لولاهم بعد الله سبحانه وتعالى لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. وأخص بالذكر صديقي سلطان الزامل من ضعاف البصر؛ لأنه وقف معي كثيرا وآمن بقدراتي وبما أقدمه، ولم ييأس أبدا رغم فشلي الكثير، ولن يكن يساعدني. فحسب، بل كان يفرح لنجاحي كثيرا، وفي الحقيقة سلطان هو أخي الذي لم تلده أمي، وشكرا له من الأعماق على هذه الوقفة الطيبة والوجود الأجمل.

*بحكم أن التصوير مجال بصري،ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
**واجهتني الكثير من الصعوبات، ولكن أكثر صعوبة هي: قياس الإضاءة في المكان، وتصوير الأجسام الضخمة كالجبل مثلا،

*في ظل وجود مرافق بصحبتك أثناء قيامك بالتصوير، إلى أي مدى يساعدك في التقاط الصورة؟**غالبا أصور بنفسي وبدون مساعدة مبصر، ولكن في ظل وجود المبصر فإنه يساعدني على التقاط الصورة، ربما أقترح بعض الزوايا ويخبرني إن كانت صحيحة أو خاطئة، فتوجيهات المبصرين تساعدني كثيرا، بالإضافة إلى أن وجود المبصر مهم في الأشياء التي تتطلب دقة في التصوير.
*هل تذكر أول صورة التقطها؟
** لا أتذكرها.

*كيف طوعت التقنية (البرامج) لتطوير مهاراتك كالتصوير و العزف والغناء والهندسة الصوتية وغيرها من المهارات؟
**أنا لم أطوع التقنية، فالتقنية موجودة، أنا فقط استخدمت التقنيات المتاحة، في الآيفون مثلا به وسائل مساعدة على التصوير، الكمبيوتر به برامج متوافقة مع قارئات الشاشة تساعد على الهندسة الصوتية، والتوزيع الموسيقي. أما بالنسبة للبرامج الغير متوافقة فإني أبحث لها عن بديل مثل الأورج: الأورج بحكم عدم توفر قارئات شاشة فأنا أحفظ أيقوناته لأتمكن من العزف.

*بالرغم من إمكانياتك في العزف والغناء لماذا لا يكون لك أغنية خاصة بك إلى الآن؟
**بالنسبة لي العزف والغناء هواية، ولا أفكر بأن أحترف هذا المجال، أو أصدر أغنية؛ لأن دخولي في مجال الغناء سيلهيني عن مجالي الأساسي وهو تدريب وتأهيل المكفوفين والتوعية بهم.
*حدثنا قليلًا عن برنامجك عالعمياني ،ما سبب تقديمه وما رسالته وما جديده؟
**عالعمياني هو برنامج توعوي يسلط الضوء على حياة المكفوفين ومشاكلهم بطريقة كوميدية، مهما أغدق الناس على المكفوفين من عبارات الثناء والمديح تضل النظرة السائدة هي نظرة درامية بحتة، *نظرة شفقة* وبالطبع هناك استثناءات، وأنا حرصت على أن أستخدم مصطلح ]عالعمياني[ وذلك لكي تبدأ بعض المجتمعات تقلل من حساسيتها تجاه هذه المصطلحات، فمصطلح أعمى ليس إساءة، وليس إعاقة عن الإبداع.
هذا وقد حرصت على أن يكون البرنامج كوميدي لتتغير النظرة السائدة عن المكفوفين.
برنامج عالعمياني لم يتوقف، ولكن الكادر الذي كان يعمل معي إنشغل وما زلت أبحث عن كادر جديد يساعدني، ولدي أفكار ل٩ حلقات إضافية، كما نسقت مع العديد من المشاهير ليكونوا ضيوف لبعض الحلقات، ولدي أمل كبير في عودة البرنامج.
*كلمة أخيرة تقدمها للقراء؟
**أتمنى أن ينال هذا اللقاء على إعجابهم، وأنا سعيد جدا بهذه الإستضافة، وأتمنى أن أكون عند حسن الظن، ورسالتي لكم: عش حياتك، عش كل يوم بيومه، ولا تحزن أكثر من اللازم، الحياة مليءة باللحظات الجميلة، إن الله خلق كل الأشياء من حولك لأجلك، فلا تعاملها على أنها أشياء روتينية، فوجودنا في هذه الحياة إن طال أو قصر يبقى وجود مؤقت.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights