أميرة حداد
خلقنا الله جميعا على الفطرة السليمة، لكن نحن هنا في مواجهة عدو واحد..
العدو هو؛ إنّ لكل إنسان شيطانه، هناك إنسان يخضع لشيطانه ويضعف ويتبع خطواته، وهناك إنسان يقاوم ولا يخضع..
أي تصرف سيئ يصدر من أي إنسان هو في الحقيقة نابع من شيطان هذا الإنسان وليس من الإنسان نفسه؛ وبالتالي لا يمكنك أن تحكم على الشخص أنه سيئ، وفي نفس الوقت لا يمكنك أن تتساهل معه وتسكت على تصرفاته السيئة؛ لأنك أنت وهو وكلنا يتم محاربتنا من عدو واحد (وهو الشيطان)، هذا الشيطان موجود في داخل كل شخص فينا، وسكوتك على التصرف السيء الذي حدث أمام أعينك هو في الحقيقة نصرة لشيطان ذلك الشخص، أنت لم تنصر صديقك حينما سكت عن تصرفاته السيئة وحينما لم تقم بالنهي عن المنكر الذي أقدم عليه في حقك أو حق غيرك، أنت نصرت شيطانه، لقد نصرت الشيطان عليه وعليك وعلى الإنسانية..
وبالفعل انتصر الشيطان ونجح واستطاع للأسف أن يستحوذ على شريحة كبيرة من الناس..
القرب من الله وذكره بالجوارح والروح وليس بالكلام فقط هو طوق النجاة، ذكر الله دائما ينير الروح وينظفها ويصفيها من شيطانها..
الخمر والمخدرات هما سلاح الشيطان الأول لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}-[المائدة: 91].
فالخمر وكل مشتقاته من مخدرات وغيرها يجعل الشخص الذي يتعاطاهم مخمور العقل؛ وبالتالي يسهل على الشيطان أن يستحوذ عليه ويجعله لا يرى إلا السواد في تصرفات ظاهرها يبدو طيبا؛ وبهذه الطريقة يوقع العداوة والبغضاء بين الناس..
لسنا هنا لنحكم على النوايا، نحن هنا لننهى عن المنكر الواضح..
إذن.. لكل إنسان شيطان لكن تتفاوت درجة استحواذ الشيطان من إنسان لآخر..
إنسان يحافظ على ذكر الله وصلاته بالقلب والروح لن يكون في نفس الدرجة مع الإنسان الغير مهتم بتغذية روحه عبر اتصاله بالله، والإنسان المهتم بذكر الله لن يكون بنفس درجة الإنسان عير المهتم بذكر الله -يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات- هي درجات تتفاوت..
الرسالة:
أدعوكم إلى محاربة العدو الحقيقي لنا وهو الشيطان.
حارب شيطانك وليس الناس، وإن تعرضت للانتهاك من شيطان غيرك حارب شيطانه ولا تحارب الشخص، حارب شيطانه بالتحدث إلى هذا الشخص بالحكمة والموعظة الحسنة محاولا قدر المُستطاع نُصرته على شيطانه، فإن أبى أن يفهم، أعرض عن الجاهلين واهجرهم هجرا جميلا..
