الأحد: 14 ديسمبر 2025م - العدد رقم 2764
مقالات صحفية

كلمة المتحدث الرسمي هي فصل الخطاب، فمتى نراه؟

خليفة بن سليمان المياحي

يُعدُّ الناطق أو المتحدث الرسمي لأي دولة من دول العالم من أهم الوظائف التي يُختار لها شخصٌ لبق، يتمتع بجرأة الحديث وفصاحة اللسان وسرعة البديهة للرد على التطورات الطارئة التي تحدث في تلك البلدان، ليكون الشعب على اطّلاعٍ فوري بما يجري دون زيادةٍ أو نقصان. فالناطق الرسمي هو المتحدث الذي يضع الناس ثقتهم فيه، فتُسدُّ الذرائع، وتُكبح الشائعات، وتتوقف المزايدات والتأويلات، ويستقر الجميع على خبرٍ واحدٍ لا لَبْس فيه ولا تزييف.

وعلى هذا النحو، أرى أن وطننا الغالي سلطنة عُمان بحاجة ماسّة إلى ناطقٍ رسمي.

لقد حدثت بعض الحوادث في السلطنة، وأقربها حادثة الأسرة التي توفيت في ولاية العامرات، وكثيرٌ مثلها قد وقع. وما إن يصل الخبر إلى وسائل التواصل الاجتماعي إلا وتجد سيلًا من الرسائل يتناول الموضوع الذي هو حديث الساعة، وبالكاد تجد رسالة مشابهة لأخرى؛ فكل رسالة تحمل تأويلًا مختلفًا، وتوقعًا مغايرًا، وأسبابًا متباينة.

ثم تأتي الاتهامات: فمنهم من يتهم مؤسسة معيّنة، ومنهم من يتهم مسؤولًا، ومنهم من يتهم الحكومة. وعلى هذا المنوال لا يسلم أحد من التهم، وتضيع الحقيقة بين شائعةٍ وأخرى.

لكن لو كان هناك متحدثٌ رسمي باسم الحكومة يظهر مباشرة للحديث بواقع الحال بكل شفافيةٍ وسرعة، لبقي باب الشائعات مغلقًا في وجوه المغرضين والحاقدين الذين يستغلون مثل هذه الأحداث لأجندات وغايات في نفوسهم.

إن الناطق الرسمي سيكبح جماح المتقولين والمزايدين الذين يتسابقون إلى نشر الأخبار دون امتلاك خلفية واضحة، ودون تحقّقٍ من أي مصدر.

ومن هذا المنبر، أناشد الحكومة الرشيدة الإسراع في اختيار من ترى فيه الكفاءة؛ ليتصدر المنبر، وينبري ليقول كلمته عند أي حدث يمسّ المواطن أو الحكومة أو أي مؤسسة كانت.

وأخيرًا، أقول إن الحقيقة لا تحتاج إلى أصوات كثيرة، بل تحتاج إلى صوت واحد موثوق، وهو صوت الدولة الذي يجب ألا يتأخر، فالمعلومة الرسمية منه هي خط الدفاع الأول أمام الشائعة، وهي الطريق الأوضح نحو وعيٍ المجتمع.

على أن يكون حديثه هو فصل الخطاب، ليظل هو الصوت الذي نأْمَن إليه ونثق فيه بعد كل حدث يقع على تراب وطننا الغالي سلطنة عُمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights