بدرية السيابية
الخطابة أو «الدلالة » عن طريقها كان سابقا وفي ما مضى من الزمن يتم زواج البنت في عمر لا يتجاوز الرابعة عشر أو حتى الثانية عشر، ولم تكن هنالك نظرة شرعية للطرفين أو المقبلين على الارتباط، والحمد لله أصبح البعض وليس الكل زواجهم ناجح ليومنا هذا بحكم معرفتي بأشخاص أصبحوا الآن في عمر كبير وما زال الود والإهتمام قائم بينهم وأصبحوا اجدادا يربون احفادهم على نهج حثنا عليه ديننا الحنيف من عادات وتقاليد راسخة في مجتمعنا.
أصبح التطور يتجول في هذا الوقت بكل ثقة ودقة عالية فهناك التواصل الاجتماعي من خلال الوتساب وغيره من البرامج، طبعا المعروفة متاحة وبيد الجميع ، فتجد من بين هؤلاء الخطابات أو كما نسميهم بالمحلي «الدلاله او الدلال »كل واحد له اختصاصه فيعمل لهم ما يسمى «الجروب »يضم من كل مكان فكل جروب خاص بتخصيصه فهناك للزواج أو بيع وشراء السيارات أو الأراضي وغيرها من متطلبات الحياة المتنوعة في وقتنا الحالي .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك مصداقية في كل كلمة تنطق بها أفواه هؤلاء ؟وهل أصبحت المادة أغلى من الصدق والأمانة ؟عندما تبحث عن عروس في هذا الوقت إما تلجأ للتعارف عن طريق احد وسائل التواصل الاجتماعي أو تستعين بالخطابة ،ومن كان له أقارب من عم أو خال فيكون الإتفاق قائم بين الطرفين بكل رضى وقناعة.
ولكن بعض الخطابات ستقول لك هؤلاء الناس من أصل وفصل ومن الكلام المعسول، وعندما يذهب الشاب للنظرة الشرعية يجد العكس تماما علما أن بعض الأسر لم تبين للخطابة أو تتحدث عن ابنتهم بكل ما هو مميز من كل النواحي وصفاتها وغيرها من الأمور ما يميزها عن سائر البنات، ولكن المفاجأة تجد عكس ذلك تمام فيجد الشاب أن البنت لا تصلح له من هنا تبدا الأسئلة والنقاش والإستفسارات فتضع الأسرة في موقف حرج لا يستطيع الخروج منها بسهولة ويبقى الإصرار على الموافقة .
سألت بعض الأشخاص ممن خاض تجربة الارتباط عن طريق الخطابة فقالت إحداهن في الحقيقة تزوجت عن طريق الخطابة وكانت تمدح الشاب وتتحدث عن أخلاقه وأنه قائم في صلاته ويخاف ربه وهو شاب صالح يعمل بكل جهد وطموح وغير ذلك من كلام المديح، ولكن المفاجأة والانصدام أن الشاب كان عكس كلامها تماما، وبعد فتره قصيرة انفصلت عنه.
فيتم مدح الشاب بكل صفاته الحسنة من قبل الخطابك وعند السؤال عنه يجدوا خيبات الأمل، وكلام لا يسر السامعين! لماذا كل هذا الغموض؟ لما لا تكون هناك الصراحة والمصداقية فعندما تريد أن تجمع راسين بالحلال تجمعهم بضمير بعيدا عن التفكير ماذا سآخذ من مبالغ من وراء كل زواج بإقناعهم بكلام زائف لا أساس له من الصحة.
ومن ناحية أخرى هناك سلبيات من هذا الموضوع، وهي الشروط التى تضعها الخطابة بدون حسيب ولا رقيب فمثلاً تشترط على الشاب وتقول له: لكي أجد لك عروس نتفق على مبلغ وقيمته لا خلاف عليه ،وكذلك تنطبق الشروط على البنت سأجد لك عريس بوظيفة مرموقة ومواصفات لامثيل لها.
ناهيك عن المعلومات المغلوطة بخصوص العمر فتجد مواصفات الشاب من حيث العمر وحالته الإجتماعية فتجد بعد السؤال والبحث مواصفات ومعلومات تختلف تماما مما ذكرته الخطابة عنهم سابقا، فلا تكون هناك مصداقية ولا صراحة ،وأكرر سؤالي هل الزواج عن طريق الخطابة ناجح أم فاشل ؟؟؟
