الأربعاء: 30 أبريل 2025م - العدد رقم 2536
Adsense
الخواطر

نقطة أول السطر .. لا أحد يشبهه.. إلا هو!

    عادل بن حميد الجامعي

هو لا يختبئ خلف الصمت،

بل يكتب عن نفسه كما يتنفس، يتحدث كما لو أنه يرسم لوحةً بالكلمات، ويُقنعك كما لو أنه يعرف داخلك أكثر منك.

صوته خشن.. نعم، لكنه لا يشبه تلك الأصوات التي تمر دون أثر، لأنّ صوته، رغم خشونته، يقول شيئًا ناعمًا، يُحسّ ولا يُشرح.

يحب أن يُرى، أن يُفهم، أن يُتبادل معه العمق لا المجاملة.

ليس مترددًا، بل حاضرٌ بكل ثقله، ذكي في حديثه، بارع في الترويج لأفكاره، يُسوّق الأمل كما يُسوّق المنتجات، ويجعلك تصدّق، ولو لوهلة، أن كل شيءٍ قابل للتغيير.. حتى المستحيل..

عقله رياضيٌّ دقيق، وأحاسيسه أحاسيس شاعر متقن، يجمع بين الأرقام والنظرات، بين الحسابات والعواطف، بين ما يُقاس، وما لا يُقاس..

هو رجل يعرف أن الدنيا لا تمضي على نغمة واحدة، فيعزفها من جهته بطريقته.. ينظر للمستقبل كمن لا يكتفي بالانتظار؛ بل يبنيه سطرًا سطرًا، ويُحسن هندسته كما يُحسن بناء جملٍ جميلة تُقنع، وتُلهم، وتُربك أحيانًا..

هو عاشقٌ للارتباط، ليس لأنه يخشى الوحدة؛ بل لأنه يرى في الحُب استمرارًا للحوار الذي بدأه مع نفسه.

هو لا يبحث عن شريك عابر؛ بل عن من يفهم ازدحامه الداخلي، ويرتب له هذه الفوضى الجميلة دون أن يطلب.

هو لا يقولها بصراحة.. لكن كل تصرفاته تهمس بها: “أنا لا أكتمل وحدي”.

مشاعره فخٌ جميل، توشك أن تقول إنه حساس أكثر من اللازم..

لكنه في الحقيقة يملك نبوغًا عاطفيًا لا يُعلَن، يرى ما لا يُرى، ويشعر بما لا يُقال، وإذا أحبّ، أحبّ بكل شغف التعمّق، بكل طاقة الاكتشاف، بكل رغبة أن يُدهش ويُدهَش… دون توقّف.

يعيش يومه بحساب دقيق، لكن قلبه يركض كطفلٍ يطارد طائرة ورقية..

كأنه يعيش الحياة في مسارين: مسار العارف المتزن، ومسار العاشق المتوهّج.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights