بقلم: الدكتور حسين كاظم الوائلي
أستاذ مشارك وخبير طاقة
في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن العمل والبطالة والعرض والطلب والمنافسة في سوق العمل، وقد لايخفى على الجميع ان العالم يعيش ازمة اقتصادية خانقة ولعل السلطنة تعتبر من اقل البلدان على مستوى العالم تاثرا بهذه الازمة. ولكن يبقى تساؤل خريجي الجامعات حول صعوبة او سهولة الحصول على عمل، وكيف يتم الارتقاء بهم خلال سنوات الدراسة الجامعية لينافسوا فيما بعد اليد العاملة الاجنبية. وللاجابة على هذا السؤال لابد من البحث عن حاجات وتطلعات المؤسسات الحكومية والخاصة في شخصية المتقدم الى العمل. قد يكون من اهم المواصفات التي يجب توفرها في الخريج هي: المعرفة والخبرة واللغة والمهارات.
وهذه المواصفات ليس صعبا الحصول عليها وتوفيرها لخريجينا ولكن تتطلب جهود من قبل الجامعات والمؤسسات والطلبة. اما على صعيد الجامعات فمن من المهم بمكان ان يتم تحديث المناهج الدراسية والتخصصات بما يتلائم مع حاجات المؤسسات وسوق العمل وهذا يتطلب مراجعة دورية للتخصصات والمناهج، كذلك لابد من خلق اجواء علمية لتعزيز المعرفة عند الطلبة وهذا يتضمن توفير المختبرات ومصادر المعلومات وزيادة النشاطات العملية والتطبيقية عن طريق المشاريع والنشرات والواجبات المنزلية، ايضا التركيز على التدريب العملي في المؤسسات ومتابعتها بدقة لاكتساب الخبرة العملية. كذلك من المفيد جدا توفير اجواء اكاديمية وعلمية عن طريق عقد المؤتمرات والفعاليات الطلابية وتشجيع الطلبة على المشاركة وعرض نتاجاتهم العلمية وتبادل المعلومات والمعرفة.
اما من جانب المؤسسات فمن المهم جدا ان يكون هناك تعاون مع الجامعات لتعريف الطلبة والاساتذة بحاجات سوق العمل والتخصصات المطلوبة وتوفير فرص لتدريب الطلبة ودعم الادراسات والابحاث الطلابية بما يخدم الجميع. كذلك ممكن التعاون مع الجامعات لاقامة بعض النشاطات وتوفير الدعم المادي لابحاث الطلبة لاسيما ابحاث التخرج، وممكن رفد الجامعات بمشاكل عملية يعمل الطلبة على ايجاد حلول لها خلال ابحاثهم مما يعمق العلاقة بين الطالب والمؤسسة ويعمل على خلق فرصة للطالب بعد التخرج.
اما فيما يخص الطلبة فمن المهم ان يكون هناك تحديد مبكر للتخصص ووعي بمتطلبات سوق العمل وتوفيرها اثناء مرحلة الدراسة، والبحث عن المعرفة لا عن النجاح وتطوير القابليات واكتساب الخبرات، كما انه من المفيد جدا تقوية اللغة ومهارات الحاسب الالي. ومن النصائح التي قد تكون مفيدة هنا هو المشاركة في النشاطات والفعاليات العلمية لاسيما المؤتمرات وورش العمل وغيرها حيث سيؤدي ذلك الى تطوير خبرات الطلبة وتنمية مهارات العرض والالقاء عندم وتبادل المعلومات اثناء هذه النشاطات.
إن تعاون الجميع جامعات ومؤسسات وطلبة سيقود الى تخريج كوادر عمانية قادرة على المنافسة في سوق العمل.
