أين أثرك؟

شيماء بنت سعيد الرقادية
يمضي الإنسان في هذه الحياة تاركًا خلفه أثرًا، سواء أدرك ذلك أو لم يدرك. بعض الناس يمرون مرور العابرين، لا يضيفون شيئًا يُذكر، بينما آخرون يتركون بصماتهم في كل مكان، في كلماتهم، في أعمالهم، وفي حياة من حولهم. والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل فرد على نفسه: أين أثري؟ هل سأترك شيئًا يستحق أن يُذكر بعد رحيلي؟
وكما جاء في القول:
“كن رجلًا إذا مرَّ بعده قومٌ، يقولون: مرَّ وهذا الأثر.”
هذه الكلمات تلخص المعنى الحقيقي للحياة ذات القيمة. فالإنسان لا يُقاس بعمره، بل بما تركه وراءه. ليس بالضرورة أن يكون الأثر إنجازًا ضخمًا، فقد يكون في كلمة طيبة، في مساعدة صادقة، في علم نافع، أو حتى في خلق حسن يجعل الآخرين يذكرونه بالخير بعد رحيله.
الأثر لا يُقاس بحجمه، بل بعمقه. قد تكون جملة واحدة قالتها معلمة لطفل، فأضاءت له طريق المستقبل، أو لفتة إنسانية غيرت حياة شخص للأفضل. الأثر هو ما يبقى حين ترحل الأجساد، وهو ما يتحدث عنك عندما لا تكون موجودًا.
إن السؤال عن الأثر هو سؤال عن المعنى، عن السبب الذي يجعل للحياة قيمة. فليس المهم كم عشت، بل كيف عشت؟ وهل كنت إضافةً في حياة الآخرين أو مجرد شخص مر وانتهى؟
في النهاية، الأثر الحقيقي لا يرتبط بالمال أو الشهرة، بل يرتبط بالقلوب التي لمستها، والأرواح التي ساعدتها، والعلم الذي نشرته، والقيم التي غرستها. فاسأل نفسك دائمًا: أين أثري؟ وهل سيظل باقيًا حين ترحل قدماي عن هذه الأرض؟