2025م
Adsense
مقالات صحفية

اللقاء الأسري

إبراهيم اليعقوبي

اللقاءات والتجمعات الأسرية من أجمل اللقاءات والتجمعات؛ فهي تجمع الألفة والمحبة والمودة، وتعكس التماسك والترابط الأسري الممزوج بالعطاء والعطف والرحمة والحنان، وهو مؤشر لعمق العلاقات وترسخها في هذه الأسرة، فالأسرة يجب أن يلتف ويجتمع أفرادها صغارها وكبارها من أجل التعارف والتكاتف وضخ روح التعاون والتدارس لشؤنها، وحتى ينشأ أفرادها على التواصل والمحبة وتغرس في أبناؤها عمق الأخوة وإحترام الكبير والسير خلفه وتعلم العادات والتقاليد المجتمعية والقيم الإسلامية، وحتى يتربى الأجيال على أخلاق حميدة وعلوم وتقاليد وأسس وقواعد متينة.
إن غرس تلك القيم والعادات والتقاليد سينشأ عنها جيل قادر على تكوين مجتمع قوي مترابط، له قيمته وعاداته وتقاليده وسيادته، وأيضاً المجتمع سيكون له هيبته وإحترامه ومكانته بين المجتمعات الأخرى.
فعندما نتكلم ونقول اللقاءات الأسرية لها أثرها على المجتمع، فحين يلتقى الوالد بأولاده وبناته وزوجته وأحفاده؛ ستظل الألفة بينهم والمحبة تحفهم؛ فهم في كنف أمن ورعاية متينة محافظين على توادهم محققين أواصل وترابط الأسرة، وبذلك يسدون جميع ثغرات الشتات للأسرة، ويبعدون عنها أسباب الفرقة والشقاق التي تسبب تفككها؛ فالأسرة المتماسكة والمتلاحمة هي من تبني وتربي الأجيال الصاعدة التي تعين على إنشاء مجتمعات أكثر قوة ووحدة، أعمدتها صلبة ومتينة راسخة على التقوى.
وكلما زاد التجمع وكثرت الزيارات بين أفراد الأسرة؛ مثل الأعمام والأخوال والعمات والخالات والأبناء تزيد وحدتهم وقوتهم، وتتأصل فيهم القيم؛ وبذلك فهم في إستقامة دائمة، وحدة ثابتة، ولحمة قوية.
أما إذا ساد التباعد والعزلة في الأسرة؛ فستكون قوام هذه الأسرة هشة ولينة يسهل إختراقها وبث سموم الفرقة والشقاق وتسود عندهم العزلة، وتكثر الخلافات وتبدأ الأسرة بالتفكك والإنحلال، ويشعر كل فرد فيها بالوحدة وعدم التكاتف ويكون عرضة إلى عادات وقيم دخيلة، تحيده عن مساره الصحيح مسار القيم ويصبح في شتات عن التقاليد الأسرية والأعراف المجتمعية السائدة.
لذلك؛ يجب على كل رب أسرة أن يحرص على تتبع الأسرة وتوجيهها إلى الوجهة العادلة التي تضمن وحدتها وسيطرتها، والحرص أيضاً على بقائها في دائرة الرشد والنصح والترابط والتماسك، ورفض أية قرارات دخيلة قد تعطل وتشق طريقها إلى ذلك العمق الأسري المتلاحم والمتآلف؛ حتى تبقى العلاقات طيبة متينة ورصينة، وينشأ الأبناء نشأة صحيحة في مجتمعٍ متماسكٍ بمبادئه وقيمه وأصالته، مجتمعٍ كله مودة واحترام وتقدير، يربى أجيالاً ويخرج شباباً يعتز بهم الوطن ويستند عليهم، ويكونوا قيادات للمستقبل، وحصون للوطن، ويكونوا منجزين ، ومطورين، وباحثين، لديهم أسسهم وقواعدهم التي تربوا وتعلموا عليها من آبائهم وأسرهم، حاملين على عاتقهم مسؤوليةٍ كبيرة وعظيمة، وأمانة تجاه هذا الوطن؛ ليأكدوا للعالم أجمع أنهم قادرون على البذل والعطاء، والعيش والبناء، والكد والكسب، صابرين في ميادين العمل، راسخين مرسخين كلمة الحق والصدق والوفاء، لهم وحدتهم وسيادتهم وعزتهم وفخرهم وهيبتهم، قرارهم واحد، ووعدهم تام، إختيارهم عن قناعة، ورشدهم بالغ، وعلمهم واسع، يدركون ما يعلمون ويصنعون، يحسنون استغلال مواردهم، وتسخير إمكانياتهم، هممهم عالية روحهم قتالية، وعزمهم لا يلين.
أقسموا على الوحدة والرفعة وصون كل مقدساتهم، ورفعوا راية المجد خفاقةً عالية، بذلوا الجهد والفكر والعلم حتى أنجزوا، وأفرغوا طاقتهم استبسلا وتضحية؛ ليعيش الجميع في هذا الوطن بسلام وأمان وإستقرار دائماً وأبدا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights