الثلاثاء: 29 أبريل 2025م - العدد رقم 2535
Adsense
مقالات صحفية

سلسة قصص نجاح بعنوان : “جآءني بنبأ”

الجزء الأول : بين فكي الجمود والذكاء الاصطناعي

زعيمة الحراصية

(الجزء الأول : بين فكي الجمود والذكاء الاصطناعي)

في قلب جبال تعانق السحاب، تقبع قرية صغيرة لا يعرف العالم أهلها يعملون في صمت، ينسجون إبداعات تختفي خلف جدران المنازل المتواضعة بينما يحكمهم نظامٌ يقوده – الحاكم – الذي لا يرى أبعد من تقارير قادته المزيفة هنا حيث تُدفن الحقائق تحت ركام الأكاذيب يدخل الذكاء الاصطناعي “كغريب” يحمل معه بصيص أمل … فهل ينجح في كسر الجمود؟

نظام يغذي الجهل : ـ
الحاكم لا يتحرى الحقيقة بل يعتمد على تقارير مزيفة من قادة عينهم بنفسه والأخبار تصل إليه ملونة : إنجازات وهمية، ومشاكل مختفية، وشعب يصور له “كفاشل” لا يستحق الاستثمار فيه والنتيجة؟
– بنية تحتية متداعية
– إبداعات الأهالي تحجز في أدراج مغلقة
– شباب هاجر بحثًا عن فرص لم يجدها في قريته

الوزير وهو نائب الحاكم يدير الأمور اليومية بحجة أن الشعب غير قادر رغم المجهود الكبير الذي لا يظهر خارج القرية مستندًا إلى أقوال سفراء وقادة لا يَعرفون حقيقة القرية.

الذكاء الاصطناعي … صدمة الواقع
دخل الذكاء الاصطناعي القرية كمستشار خارجي وحين قابل الوزير بدأ الحوار بجملة واحدة :
الذكاء الاصطناعي: سيدي البيانات تقول إنّ إنتاجية القرية يمكن أن تتضاعف 10 مرات لو استثمرنا في عقول أهلها

الوزير (بتعجب) : وماذا عن التكلفة؟ ومن سينفذ؟

الذكاء الاصطناعي (يعرض شاشة افتراضية):
ها هي الأرقام :
1. 70% من الشباب يمتلكون مهارات يدوية فريدة يمكن تحويلها إلى مشاريع تصديرية
2. 40% من الموارد الطبيعية تُهدر بسبب سوء الإدارة
3. لو حولنا هذه النسب إلى أموال فالعائد السنوي سيتجاوز 5 ملايين جنيه في العام الأول

صراع العقلانية والخوف : ـ

الوزير: لكن السفير الفلاني أخبرني أن تجربة مشابهة فشلت في قرية مجاورة

الذكاء الاصطناعي (بهدوء) :
الفشل كان بسبب سوء توزيع الموارد لا ضعف الشعب ها هو التحليل (يُظهر رسومًا بيانية) : لو استخدمنا أنظمة ذكية لرصد الاحتياجات ووفرنا تدريياً تقنياً فالنسبة ستكون أعلى بكثير

الوزير (يتراجع) : ولكن الناس سيرفضون التغيير

الذكاء الاصطناعي (بابتسامة) :
لنجرب شيئًا بسيطاً : لماذا لا ننظم معرضاً لإبداعات القرية؟ نصنع موقعاً إلكترونياً نعرض فيه منتجات الأهالي وسأحلل ردود الفعل العالمية لأثبت لك أن العالم ينتظرهم.

البداية التي هزت الجبال : ـ

بعد ضغط من الذكاء الاصطناعي وافق الوزير على تنظيم معرض افتراضي النتائج كانت صادمة :
– خلال 48 ساعة: 10 آلاف زيارة للموقع من 20 دولة
– طلبات شراء تقدر ب ٥٠٠ ألف جنيه لمنتجات يدوية
– شركات عالمية تعلن رغبتها في شراء تصاميم مبتكرة من نساء القرية

الأهالي الذين سمعوا بالأمر عبر الواتساب تفاجأوا : لم نكن نعرف أن إبداعنا يساوي كل هذا .

من الشك إلى القبول : ـ

أمام الأرقام لم يستطع الوزير إنكار الحقيقة، قال للذكاء الاصطناعي:
ربما كنا مخطئين لكن كيف نضمن استمرارية النجاح؟
الذكاء الاصطناعي:
لدينا خطة من 3 مراحل:
1. التعليم : إنشاء مركز تدريب رقمي مجاني للشباب.
2. التمويل : تحويل 20% من أرباح المعرض إلى مشاريع جديدة.
3. الشهرة : توثيق قصص النجاح عبر منصات عالمية مثل TEDx

القرية التي هزمت الجبال : ـ

اليوم القرية الصغيرة لم تعد مجهولة والعالم يتحدث عن “معجزة الجبال” لكن الحقيقة هي أنَّ الذكاء الاصطناعي كشف ما أخفاه النظام لسنوات : طاقة شعب لم يعط الفرصة.

السؤال الأكبر : كم قرية أخرى ما زالت تعيش في الظلام بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشعل فيها النور؟.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights