مهرجان رياضات الخيل التقليدية في ولاية أدم: احتفال تاريخي بالذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم مقاليد الحكم

أدم -محمود الخصيبي

في أجواء من الفخر والاعتزاز، شهد مضمار نادي سباق الخيل والفروسية بولاية أدم مهرجان رياضات الخيل التقليدية، الذي نظمته ولاية أدم للاحتفاء بالذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم. المهرجان، الذي أقيم تحت رعاية سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي، رئيس مجلس الشورى، بحضور مشايخ وأعيان ولاية أدم، كان بمثابة لوحة وطنية رائعة تعكس عمق ارتباط الشعب العماني بتاريخه وتراثه العريق.

بدأ الحفل بدخول ثلاثة فرسان، حيث استأذنوا من راعي المناسبة للبدء، في مشهد يعكس التقاليد الأصيلة التي تحافظ على التراث العماني في رياضة الفروسية. واحتضن المهرجان العديد من الفعاليات التي تخللتها قصائد شعرية ، حيث قدم الشعراء كلمات عبرت عن مشاعر الولاء والانتماء للوطن ولجلالة السلطان هيثم بن طارق.

و بدا الشيخ الدكتور محمود بن سيف بن هلال المحروقي، نائب رئيس نادي أدم للفروسية كلمته مرحبًا براعي الحفل والحضور الكريم، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية تُعدّ احتفالا بذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم. وتابع الشيخ المحروقي قائلاً إن العلاقة العميقة التي تجمع العمانيين بخيولهم تمتد لآلاف السنين، حيث كانت الخيول وما زالت جزءًا أصيلًا من التراث العماني، تمثل رمزية القوة والشجاعة، ووسيلة أساسية للدفاع عن الأرض ، مذكرًا بالقيم الإسلامية التي تحث على الاهتمام بالخيل ورعايتها.

وأضاف الشيخ المحروقي مستعرضا التاريخ المجيد لولاية أدم، تلك المحطة التجارية الهامة عبر العصور، حيث كانت الخيول العربية الأصيلة جزءًا لا يتجزأ من هذا التاريخ المشرق. وأشار إلى البطولات التي سطرها أبناء ولاية أدم في مواجهة هجمات القرامطة، موضحًا أن الخيل كانت سلاحًا حاسمًا في تلك اللحظات الفارقة من تاريخهم.

وفي حديثه عن المهرجان، أعرب الشيخ المحروقي عن فخره بمشاركة أكثر من 100 فارس شجاع من مختلف ولايات السلطنة، الذين أذهلوا الجميع بعروضهم المميزة التي تعكس براعتهم وحبهم العميق لهذا الفن. كما خص بالثناء عروض فرسان مدرعات سلطنة عمان، التي أبرزت الانسجام التام بين الفارس والحصان، مما أضاف بُعدًا من الإثارة والإعجاب.

واختتم الشيخ المحروقي كلمته بالشكر العميق لجميع الحضور والمشاركين والداعمين، متمنيًا للجميع قضاء أوقات مليئة بالمتعة والإثارة في هذه المهرجان الذي سيبقى في الذاكرة.

السباقات والإنجازات

شهد المهرجان عدة سباقات مثيرة، حيث كان “شوط جبل مضمار” المخصص للفرسان من خارج ولاية أدم واحدًا من أبرز السباقات التي شهدها المهرجان. حيث فاز في المركز الأول الحصان “نيكليور” لمالكه والفارس حمد بن صالح السليمي من ولاية إزكي. وفي المركز الثاني جاء الحصان “حي أس الفاتح” لمالكه بدر بن سليم الجنيبي والفارس عبدالله الجنيبي من ولاية سناو، بينما أتى في المركز الثالث “أبو فارس” لمالكه أحمد بن سالم الحبسي والفارس عبدالله بن أحمد الحبسي من ولاية المضيبي.

أما “شوط جبل سلخ” المخصص لأبناء ولاية أدم، فقد شهد منافسة قوية على المراكز الأولى، حيث فاز في المركز الأول الحصان “المحيط أر اس” لمالكه أسطبل الريامي والفارس مازن الريامي، وجاء في المركز الثاني “بنتلي” للفارس راشد المحروقي، وفي المركز الثالث “مجد بسياء” لمالكه وليد المحروقي والفارس مازن المحروقي.

أما في سباق الخيول البوني، فقد توج الحصان “بوتن” لمالكه مربط الريح والفارس عبدالله المحروقي من ولاية أدم بالمركز الأول، بينما جاء في المركز الثاني الخيل “البوني” لمالكها مربط بهلاء والفارس يامي المفرجي، وفي المركز الثالث الخيل “ماهر” لمالكها مدرسة البيان للفروسية والفارس خالد الصبحي من ولاية نزوى.

الفنون الشعبية والتراث العماني

لم يقتصر المهرجان على سباقات الخيل فقط، بل شمل أيضًا العديد من العروض الثقافية والفنية التي قدمت التراث العماني الأصيل. حيث قدّمت فرقة الشهباء للفنون الشعبية عرضًا مميزًا لفن العازي، التي يعد من أهم الفنون الشعبية التي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية العمانية، وهو ما أضفى مزيدًا من البهجة والإثارة على الأجواء.

كما قدمت فرسان مدرعات سلطنة عمان عرضًا رائعًا للمهارات الفروسية، مما أتاح للحضور فرصة الاستمتاع بعروض مثيرة تنم عن القدرة العالية والتحكم في الخيول. إضافة إلى ذلك، تم تنظيم عرض للطيران الشراعي الذي أضاف مزيدًا من جمال في المهرجان،

الركضات والأهازيج الوطنية

وفي لحظات احتفالية مميزة، قامت فرسان المهرجان بالركض في عروض الخيل والهجن، مرددين الأهازيج الوطنية التي رددها الحضور بكل فخر واعتزاز، ومنها:

“فرحي يا دار وعيدي

عيد الوطن نعمة وخير

في ظل هيثم سيدي

حام الحمى قاد المسير.”

كما قام مجموعة من فرسان الهجن بركض عرضة هجن كانو يرددو:

“يا حي سلطان البلادي

حي الزعيم اللي حكمها

أمن ورخا عم العبادي

تسلم لنا الدار وعلمها.”

ختامًا، تكريم المشاركين والفائزين

وفي الختام، تم تكريم الفائزين والمشاركين والداعمين لهذا الحدث الكبير، . كما تم تكريم الجهات التي أسهمت في نجاح المهرجان،

تصريح راعي الحفل

سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي

أعرب سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي عن فخره واعتزازه بمشاركة أبناء ولاية أدم في هذه الاحتفالية المميزة، قائلاً: “إن هذه المناسبة تبرز مكانة الخيل في تاريخ عمان، كما أنها تساهم في تعزيز الجهود الرامية إلى تطوير الرياضات الوطنية وتعريف الأجيال القادمة بهذا الإرث الغني.” وأضاف: “نحن فخورون بوجود هذا التراث العريق الذي يمثل جزءًا أساسيًا من ثقافتنا، ونتطلع إلى المزيد من الفعاليات التي تعزز هذه الرياضة النبيلة في عمان.”

واختتم سعادته تصريحه قائلاً: “إن الفروسية تمثل أحد ألوان الفخر التي تميز العمانيين،