شتاء الذكريات ..

مريم بنت عيسى البلوشية

ويأتي الشتاء

يُبلل جدران الذكريات ..

يخنقنا بصقيع الآهات ..

وتندثر قطعُ أمنياتنا الباردة

في الحواري والممرات ..

دُخان الود توارى بين المسافات..

دثروا أحلامي ..

سامروا أنغامي ..

شمروا للحب ..

للحياة ..

اكسروا جليد البدايات ..

أشعلوا نيران الطموحات..

فجروا للمجد ملحمات..

حرروا ما تبقى من صيحات..

عانقوا تنهيدة الدعوات..

لملموا شتات الدمعات ..

لا ترضخوا لوابل الخيبات..

وما إن تخلل الهم بين عظام الفكر

إلا وانتشت بين السطور مغشيةً

ما تبقت من زفرات ..

وتعالت للحنين شهقات ..

ترتجف أضلعُ الحنين

خوفاً من بُؤس النهايات..

وتعلو روائح الياسمين تلسع القلبَ

فتتزايدُ الدقات..

وهناك يتدلى المُر على حافةِ قبرهِ

فيسقطُ مُتحسراً

فيُداري نفسه بما تبقى من رُفات..

ويأتي الأمل خجولاً يفتحُ للنور شُرُفات ..

وماذا لو رفعنا للتحدي هامات ؟!..

نسرقُ بعضاً من لوعة السنين الحارقات ..

نسجنها بعيـداً في الظلمات ..

نطويها كما طوينا العديد من السجلات ..

تحملنا ما يكفينا من طعنات ..

وارتمينا ملتحفين بالعبرات ..

يأتي الشتاء وما أجمل فيه الزخات

بشارات بشوشات

ضحكات فرحات

ويظل له رونق خاص

وفيه تحلو النكهات..

فاقتنصوا لحضات الدفء قبل الفوات