أزهر ولا تكترث ..

مريم بنت عيسى البلوشية
تعيشُ زهرة وردية القلبِ بين مجموعة من الشُجيرات المُتهالكة والتي دائما ما تصنعُ لنفسها أقنعة كاذبة أمام الجميع، تخضرُ كحرباءٍ خائفة وتتصنع الإزدهار بكل روحٍ سامة..
تستفيق على نعيق الشمس الحارقة فتلسع بكآبتها كُل من يطأُ وريقاتها المُتذمرة..
حِزبٌ متمرد على الفرح والعطاء، يُحب الخذلان ويسحق كُل ابتسامة قد تمرُ طرباً في طريقها إلى فؤاد تلك الزهرة..
وتشعر أنها وحيدةٌ وسط مساحة شاسعة من الألوان المترامية، بات اللون الزهري الهادئ يدخل في حيز الامتصاص، وكأن اقتحمها مصاصُ دماء فروى غروره المتحذلق ببراءةِ وردة لا تُسمن ولا تُغني من جوع..
وتتوالى الأيام ليكبر الحقد وينمو كما تتوالد الشرارات من رحم النيران المُميتة..
وتتعثر الأحلام التي باتت مُعلقة ترجو الرحماتِ الربانية..
كيف تُزهر وسط جذورٍ فاسدة؟
وكيف تُراقصك ألحان الرياح بكل ود وحنية، وهناك من ينتظر سقوطك بخبث وروية..
كيف تُعانق السماء وحشرجات البُكاء تسحق حنجرتك الذهبية…؟
يستمتع بعضهم في غمرك بالعلقم والحنظل فتبدو للويل وجبةً شهية!
أزهر ولا تكترث..
أزهر أينما حللت وكيفما كُنت وعش حكاياتك الوردية..
أزهر ولا تكترث لهواجيسهم وأحاديثهم العقيمة..
أزهر واصنع لنفسك مجداً يسلب من الجميع عقولهم المتذاكية..
أزهر واجعلهم في صدمتهم يعمهون..
مندهشين بما حل بهم لا يعلمون..
أزهر فأنت تستحق الأفضل..