المرايا والخلخال .. صراعا أبديًا بفلسفة عميقة بمهرجان ظفار المسرحي الثالث
كتبت – ريحاب أبو زيد
تصوير – عابر ديوان
تستمر العروض المسرحية لمهرجان ظفار المسرحي الثالث على خشبة مسرح أوبار بالمديرية العامة للتراث والسياحة بصلالة والذي يستقطب حشدًا غفيرًا من الجمهور المحب للفن المسرحي حيث عرض مسرحية ” المرايا والخلخال” لفرقة السلطنة للثقافة والفن بحضور لجنة التحكيم المكونة محمد منير العرقي من تونس و جمال الصقر من مملكة البحرين والمخرج ماجد بن مسعود العوفي من سلطنة عمان وضيف المهرجان المخرج البحريني يوسف الحمداني.
العرض المسرحي تأليف الكاتبة رحمة البحيري وإخراج عبد الله عبد الجليل وبطولة مريم عبد الله وأميره البلوشية وأيهم البلوشي وعبد العزيز الرزيقي ومحمد الحمداني
قُدم العرض بفكرة فلسفية عميقة بها بُعد اسطوري كبيروعديدًا من الاشارات والرموز متمثلة في الشخصية التي تبحث عن تملك مقعد النفوذ ومتطرقاً لقضايا العصر الراهن التي تشتبك مع زمن العولمة والتكنولوجيا حيث استحضرت الشخصية الرئيسية “كريس “رمز وألهة الشر في الحضارة الاغريقية لتوضح أن القضية المطروحة قائمة منذ الاذل حيث انها تمثل الغش والمكر والخديعة والهلاك ويمزج العرض بين الزّمن الأسطوري وزمن العولمة.
وبعد انتهاء العرض المسرحي لفرقة السلطنة للثقافة والفن أقيمت الجلسة التعقيبية التي أدارها المخرج المعتمد اليافعي وشارك بها الكاتبة رحمة البحيري ومخرج العرض عبد الله عبد الجليل حيث تمت مناقشة العرض المسرحي من خلال فتح باب النقاش بين الجمهور وأعضاء الجلسة.
وعن العرض قالت كاتبة العرض رحمة البحيري: العرض يطرح قضايا سواد العالم الإنساني بطريقة عميقة ظهرت في الشّخصيّة الرّئيسيّة من خلال امرأة قويّة جبّارة مؤثّرة وفاتنة في آن واحد تستعمل أساليب الغواية والدّهاء للحصول على مأربها ويتجلّى جيّدا بأنّها ليست امرأة بمتجسّدها الحقيقي بل حضرت برمزيّة أسطوريّة لديها القدرة على التّأثيروتغييرالشّعوب وتتصاعد الأحداث لتكشف عن نيّتها في الفتك بالعالم الإنساني مستغلّة معاناته وهوسه بتغيير ظروفه البيئيّة
وأضافت أيضًا: أنه تم استحضار الشّخصيّات الأربع الرّئيسيّة من بوّابات العالم الأربعة الشّمال والجنوب والشّرق و الغرب والّتي تجسّدوا على شكل مرايا ذكيّة مسؤولة عن برمجتها “كريس “كي تنقل لها أخبار تلك الجهات من الأرض ولتعكس ما يحصل هناك ويتمّ في ذلك المراوحة بين الحقائق العلميّة في استعمال ذاكرة المرايا والأبعاد الميتافيزيقيّة لها وفي كلّ مرّة تحاول الشّخصيّة الغامضة أن تقنع الشّخصيّات الإنسانيّة المستحضرة من كلّ بقاع الأرض بفعل إرهابي تزيّنه لها وتبيّنه كأفضل حلّ ينجيها من هوسها وتعبها فتنساق بدورها وراء الوسوسة وإرزيز الخلخال آملة أن تجد رجاءها في السّعادة والتّطهير والتّغيير لتكتشف في الأخير أنّها قدمت على أشنع فعل يقع في تاريخ البشريّة جمعاء وينتهي كلّ شيء عندما يعي الإنسان بما فعله وبما تسبّب به من سواد ودمار للأرض فتتحوّل المرايا إلى شخوص ناطقة تحاول الرّجوع إلى العالم الإنساني لكن تنتهي المسرحيّة بأداء تعبيري يوحي بأنّ السّواد يغشيهم ويلفّ العالم ويستمرّ الصّراع بين البشر.