مقال: لا تكونوا حميراً للشياطين
الكاتب : حمدان بن سعيد العلوي
في ظل المهاترات والمشاحنات التي نتابعها بصمت ونفضل الصمت تجاه العديد من العبارات التي لا ترقى أن نرد عليها وما هي إلا من ذباب إلكتروني والذباب لا يقع إلا على القاذورات لينقل سمومه وأوبئته للأصحاء، بالأمس كتبت عن هذه الممارسات التي صاحبت مباريات كرة القدم والأحداث المؤسفة والنتيجة البائسة التي ستعود علينا لو إنجرفنا باتجاه الطريق المنحدر نحو الهاوية، إلا أنني أرى أن للشيطان يد وتدخل مدروس وممنهج لتشتيت الأشقاء، ومن هنا نقول لكم (وعذرا على التعبير) لا تكونوا حميرا للشياطين وتفسير ذلك هو كالآتي : عندما يغرد أحد الساذجين ظانا أنه يغرد لنصرة بلاده ولو كان بالسب والقذف وكل ما أوتي من سفاهة فاعلم أن الشيطان قد ركب على ظهره، وحين يتلقى الطرف الآخر يقوم الشيطان بالبحث عن حمار آخر ليركب على ظهره ليقوم بالرد وبكلمات لا تليق به وبإسلامه ويلعن ويدخل في الأعراض ويقوم شيطان آخر بالبحث عن حمار في الطرف المقابل وشيطان آخر يركب على ظهر حمار آخر ليتسع عدد الشياطين التي تركب ظهور الحمير وتشتعل نيران الفتنة.
فيا أيها الأعزاء لا يستفزنكم حمار فوق ظهره أو على رأسه شيطان حكموا عقولكم وانظروا إلى ما بعد ذلك وتذكروا روابط الدم والدين وأن لكم إخوة و روابط أسرية فلا يغرنكم نعيق الحمير على وسائل (الإنفصال) الإجتماعي إنها فتنة وتتسع وسوف تتسع إن لم تقيدوا تلك الحمير وتستعيذون من الشيطان الرجيم، فالتقنية أصبحت متاحة وضررها أكبر من نفعها إن وقعت بين أيدي ضعاف النفوس والشياطين كثر ولهم مآرب كثيرة وطموحات كبيرة فلنتق الشر ونحسن اختيار العبارات قبل كتابتها وإرسالها وللصمت حكمة في غالب الأحيان وعدم الرد على كل صغيرة وكبيرة من الحكمة ليس خوفا أو تهاونا، أحيانا نقرأ في بعض وسائل (الإنفصال) عن موضوع ما في بلد ما و يأتي الرد بالشتم و الإساءة وتتوالى الردود والكلمات التي تخدش الحياء بطريقة لا يمكن للعاقل أن يتصورها، وفي حالة مشابهة تعقبت أحد هؤلاء من أصحاب القذف والشتم والتحريض فما وجدته إلا عدوا للإسلام متخفي بثوب العروبة والدين فهو من مواليد دولة عدوة للإسلام ولا ينتمي للعروبة بأي شكل من الأشكال، وله متابعين كثر، فهل اتضحت الفكرة؟ أحيانا يدخل شخص ما مدافعا عن بلدك ويسئ لدول أخرى وهذا ليس حبا فيك وإنما لإشعال الفتيل وبث الفتنة والمهاترات، فيا أخي العزيز قبل كل حرف تكتبه فكر في عواقبه نعم جميعنا لا نرضى بالإساءة لبلدنا وكلنا جنود مجندة للدفاع عن هذا الوطن ولكن بالرد المتزن لا بالحماقة والرد بمثل تلك العبارات التي لا تدل على وعينا الثقافي ومنهجنا السلطاني الذي تعلمناه منذ نعومة أظافرنا ، أكتب هذا المقال وأعلم تماما أن الشياطين قد امتطت حميرها للرد على ما أقول والله سبحانه وتعالى أعلم بما في القلب، فأصلحوا ذات البين وقولوا خيرا أو اصمتوا.