أخلاقيات العمل والانضباط الوظيفي
محمد بن حمد المعولي
أخلاقيات العمل أو كما تسمى باللغة الإنجليزية (Work Ethics) هي منظومة أو مجموعة من القيم والمبادئ تضعها المنظمات أو الهيئات والمؤسسات العامة أو الخاصة، وتطبقها على جميع موظفيها من أجل خلق بيئة مناسبة للعمل تحدد فيها الاختصاصات والواجبات والحقوق للموظفين، كما تخلق في المؤسسة بيئة صحية تتسم بالشفافية والمصداقية والنزاهة، كما تزيد من الإنتاجية وتساعد على تقديم خدمات ذات قيمة عالية من الجودة والاحترافية.
أهمية أخلاقيات العمل:
تعد أخلاقيات العمل أمرا أساسيا في المنظمات أو المؤسسات التي تسعى إلى التميز والاحترافية، وهي الركيزة الأساسية لاستقرار المنظمة أو المؤسسة وأفرادها. وأخلاقيات العمل حزمة من اللوائح والضوابط جعلت لتنظم علاقات الرؤساء بالمنظمة وعلاقاتهم مع العاملين وعلاقة العاملين بالرؤساء وفيما بينهم، وكذلك علاقة العاملين مع المستفيدين ومتلقي الخدمة والمراجعين.
وأخلاقيات العمل في أي منظمة كانت صغيرة أو كبيرة عامة أو خاصة، ربحية أو غير ربحية ضرورية وملحة، وعامل مهم في نجاح واستقرار المنظمة؛ فمع وجود قوانين العمل المنظمة إلا أن الالتزام بصحيفة أخلاقيات العمل أمر لا مناص عنه وهو ملزم لجميع العاملين في أي نوعية من نوعيات هذه المنظمات التي أشرنا إليها سابقاً.
فوائد تطبيق أخلاقيات العمل لدى المنظمة:
من أهم فوائد تطبيق أخلاقيات العمل في المنظمة وتطبيقها بشكل علمي متقن؛ سوف تجني هذه المنظمة أو المؤسسة فوائد عدة، منها ما يلي:
– تعزيز سمعة المنظمة وسمعة العاملين بها
– رفع مؤشر الإنتجاجية
– رفع مؤشر التنافسية
– تقلل الفاقد
– تقليل إهدار الوقت
– سرعة في إنجاز الأعمال
– وضوح في رؤية ورسالة المنظمة أو المؤسسة لدى العاملين
– وضوح في المسؤوليات والتبعية لدى العاملين
– سهولة الحصول على الامتياز أو الاعتراف المحلي والإقليمي والدولي للمنظمة أو المؤسسة
انعدام معايير أخلاقيات العمل:
إن غياب معايير وضوابط أخلاقيات العمل في المنظمة يعد أمرا كارثيا في هذه المنظمة، ومؤشرا سلبيا يؤدي إلى كثير من المخالفات الإدارية، ومن ذلك:
– انتشار ظاهرة الفساد الإداري والمالي
– غياب الشفافية والنزاهة في العمل
– انخفاض في الإنتاجية
– التسويف والتأخير في إنجاز الأعمال
الخلاصــــــة:
إن الالتزام بالأخلاق في العمل لا يعود بالنفع والفائدة للمنظمة وحدها وإنما تمتد هذه الفوائد للعاملين أيضا. فالتزام العاملين الخلقي والمهني وأداء مهامهم الوظيفية الموكلة إليهم بإتقان وإخلاص وتجرد بعيداً عن أي اعتبارات أو منافع شخصية؛ سوف تساعد هذا العامل على كسب ثقة المنظمة وإدارتها به، وبذلك فهي تؤهله على توليه مناصب أعلى وترقية في السلم الوظيفي؛ هذا في الجانب المادي، أما الجانب المعنوي فإن العامل يشعر بالاستقرار النفسي والرضا في داخله أنه قد أدى مهامه وواجباته بكل إخلاص وأمانة.
كذلك فإن النزاهة في أداء المهام الوظيفية والتقيد بالسلوك الحسن الإيجابي والتعامل مع الموجودات والموارد في المنظمة واجب عليه وملزم بذلك وفق معايير أخلاقيات العمل؛ وعليه يجب أن يكون حريصاً وأميناً على ما أؤتمن عليه وما أوكل إليه من مهام وظيفية وواجبات، كما يجب على العامل عدم استغلال نفوذه أو منصبه الوظيفي واستعمال سلطته لتحقيق منافع شخصية له أو لأحد له صلة به، وعليه أن يسعى دائماً لتحقيق المساواة والعدالة بين الموظفين وأيضاً مع المتعاملين مع هذه المنظمة والمستفيدين من خدماتها.