كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته
يسرى بنت عامر المسروري
من البواعث الدينية الحنيفة الطاهرة المطهرة التي نتمثلها ونحيا بها ولها ومنها، أننا في مقام خلافة ورعاية وأمانة عرضها الله على السموات والأرض فأبين أن يحملنها لثقلها، فحملناها استخلافاً منه سبحانه لنا على هذه الخليقة، وهي خلافة العلم ورعاية المتعلمين وتعهدهم بالعلوم الوافية الكافية الشافية التي تضمن لهم الوصول الآمن في تشعبات الحياة.
وكلما شمل المعلم طلابه بالرعاية السليمة في مجاله وتخصصه غير متناسياً جوانب طلابه الأخرى من احتياجات الأمان والاطمئنان والاستقرار النفسي والذهني والفكري، كان ذلك أدعى لتعلمهم وفهمهم ونبوغهم.
فكم من معلمٍ كريم حنونٍ ذا علمٍ وصبر أحيا عقولاً ونفوساً، وصلت نتيجة صعوبات ما وعراقيل شائكة كادت تودي بهم إلى الهاوية، لكنه أدركهم بعلمه ولطفه فأحياهم علماً وحلماً وأملاً، فعادوا للحياة حالمين عالمين متعلمين، في كل مقامٍ ومحفلٍ يذكرون أنه لولا ذلك المعلم الحنون الصبور الذي أدركهم بلطفه في آخر لحظات انهيارهم وفشلهم لما كانوا الآن موجودين بين الناجحين، ولما صاروا قصة نجاح تتداول من العدم إلى العالم.
ونحن من توفيق الله لنا ورزقه لنا أن أقامنا على رعاية العلم والمتعلمين بالعلوم الوافية، ونسعى – وإن قصر بنا جانب إنسانيتنا المحض – أن نتعهد حقول العقول بالزرع والغيث والظل نحيي جيلاً لأرض، لوطن، لأمة، كما أحيا جيلاً عظيماً كريماً في عملية استخلاف محكمة حلقاتها.
ليقوم طلابنا بدورهم المستقبلي خير قيام، شاهدين لنا بأننا كنا لهم سحائب علم وافٍ، ذللنا لهم الصعاب، وحرثنا معهم بمعوَل وفأس الجد والاجتهاد والحزم والعزم، حقول علمهم حتى أينعت وأتت أُكلها.
فطابوا نجاحاً وطبنا من الله توفيقاً.