خمس عروض مسرحية تناقش قضايا اجتماعية .. في اليوم الثاني لمهرجان ظفار الدولي للمسرح
كتبت – ريحاب أبو زيد
تصوير – عابر سند
يشهد مهرجان ظفار الدولي للمسرح في دورته الأولى حضورًا كبيراً لمحبي المسرح من خلال مختلف المسارات والتي يحتضنها مسرح وقاعات مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة ومسرح أوبار.
“الوصيد …. ومأساة اليتيم ”
وقد شهد اليوم الثالث لمهرجان ظفار الدولي للمسرح واليوم الثاني للعروض المسرحية خمسة عروض حيث افتتح عرض “الوصيد” لفرقة البراقع للفنون المسرحية في مسار المونودراما لجمهورية ليبيا العروض المسرحية المتنافسة العمل إخراج وتأليف توفيق قادر بوه و تمثيل مروان العبار ويتناول حكاية ناجي اللقيط الذي اصطدم بنكران الأم وغدر الحبيب ونبذ المجتمع وجلد الذات وتطرق أيضًا لقضايا أطفال الشوارع والملاجئ واليتيم في قالب اجتماعي توعوي قال مخرج عرض توفيق قادر بوه: هذه هي المشاركة الثامنة دولياً لعرض ” الوصيد”، وهو عرض يتطرق لقضايا أطفال الشوارع وركزنا فيه على هذه الشريحة وتداعيات المشاكل التي تحدث لها في إطار تجريبي من خلال الإخراج أما النص فهو واقعي لكننا أسقطنا عليه شيئًا من التجريب وسعيد بمشاركتي في الدورة الأولى من المهرجان.
” الطريق والذئب ..في الاتحاد قوة ”
والعرض الثاني شاركت به المملكة العربية السعودية لمسار المسرح الثنائي بعرض ” الطريق والذئب “لـفرقة نادي رتاج المسرحي بـالأحساء
اخراج خالد خليفة الخميس وتأليف الكاتب الأردني نور الدين الهاشمي بطولة سليمان عبد العظيم وعبد اللطيف المهيني العرض تدور أحداثه حول رجلان ضلوا الطريق في الصحراء وفي البداية كان بينهم عداوة ولكن اتفقا وتناسا العداوة من أجل أن يظلا على قيد الحياة وبعد فترة اكتشفا أنهم ينتموا لقبيلتين بينهم عداوة وخلاف كبير وعادت الكراهية والعداوة بين الاثنين و زاد بينهم الخلاف والعداء بينهم إلى أن قررا أنهم لابد أن يتعاونا ولا يستسلما ويبحثا عن طريق النجاة بمساعدة كلاً منهما للأخر وخاصة بعد أن تعرضا لمطاردة من ذئب الصحراء.
وقال المخرج : تشارك الفرقة للمرة الأولى بسلطنة عمان من خلال المسرح الثنائي وسعيد بحفاوة الاستقبال من قبل المهرجان وأتمنى أن يحوذ العرض على إعجاب الجمهور ومن المؤكد أن الكلمة في النهاية ستكون للجنة التحكيم ولكن نتمنى أيضاً رضاء الجمهور وحقيقة الهدف من العرض هو الإتحاد حيث يحث على اتحاد العرب ضد عدوهم هذا العدو الذي يمثله ذئب الصحراء فيجب أن نؤكد على ان الإتحاد قوة.
“القبعة هي العقل المفكر”
أما مسار مسرح الشارع والفضاءات المفتوحة فشاركت به فرقة آفاق المسرحية من سلطنة عمان بعنوان ” ألوان الطيف ” اخراج ماجد العوفي وتأليف محمود كحيلة العرض يُعد كوميديا سوداء تدور فكرته حول القبعة التي يرتديها كل فرد ليصبح هو الحاكم فماذا سيفعل عندما يكون القرار بيده؟ وما القرارات التي سيأخذها لو أصبح هو الحاكم؟ حيث يقتحم إنسان بسيط المكان الذي يجلس فيه الحاكم فيقوم قائد الشرطة بقتله على الفور ويفتح الحاكم تحقيقاً بعدما سمع كلمته قبل الموت وهو يقول” أردت العدالة” ويتم التحقيق وتتوالى الأحداث في تغير القبعات والعرض من إخراج
وقال مخرج العرض: نحن نجد الكثير يقول لو كنت مكان الحاكم لفعلتُ كذا وكذا أو لو كنت مكان لجنة التحكيم لفعلتُ كذا وكذا فالآن عندما ترتدي القبعة ماذا ستفعل؟ فالقبعة هنا ترمز للتفكير والعقل والعمل وفي النهاية يجب على الانسان أن يقوم بالعمل في مجاله ومكانه.
” خلاف ، صراع تفكك الاسرة”
أما العرض الرابع شارك به الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية بمسرحية “خلاف” بمسار العروض الكبرى والتي عرضت على مسرح أوبار تأليف وإخراج مهند هادي وتمثيل كلّ من الدكتور هيثم عبد الرزاق والدكتورة سهى سالم والدكتور مصطفى حبيب تتناول المسرحية موضوع الصراع الأيديولوجي داخل الأسرة وكيف يمكن أن يؤدي إلى التشتت وولادة مشكلات وخلافات كبيرة نتيجة الارتدادات التي يحدثها هذا الصراع
و قال مخرج العرض : هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها المسرح العراقي في فعاليات مسرحية بسلطنة عُمان سبق لنا المشاركة بمسرحية “خلاف” فشاركت بمهرجان الدن في مسقط وأيضًا مهرجان الاردن الدولي و حصدت عدة جوائز كما قدمت عروضًا في بغداد ويأمل الفريق المسرحي أن ينجح في تقديم صورة مشرقة عن المسرح العراقي ويعزز من علاقات الأخوة والمحبة بين العراق وسلطنة عُمان ولأن المسرح هو بنية مجاورة للحياة فلا بد أن نقتنص منه حل مشكلاتها ونحاول أن نسلط الضوء عليها لكشفها بعدما كانت ربما بصورة مخفية لإيجاد مناطق للحلول.
” النوخذة .. صراع الأجيال”
وكان ختامها مسك لليوم الثاني من تنافس عروض مهرجان ظفار الدولي للمسرح حيث عرضت فرقة صلالة الأهلية مسرحية “النوخذة “في مسار المسرح الجماهيري وبطولة كلٍّ من أشرف المشيخي وأيمن أبو شريفة ووليد شعبان وشيماء البلوشي ومن تأليف عبد الله الحضري وإخراج خالد الشنفري وسلطت المسرحية الضوء على صراع الأجيال بين الاب والابن الذي يجهل العمل في السفن ولا يعرف أدوات الصيد ويحاول الأب أن يعلم ابنه بعض أعمال البحر المسرحية جماهرية كوميدية بها العديد من الرسائل وتناولت المسرحية في قالب كوميدي بعض السلوكيات الحياتية الخاطئة داعية لتعزيز قيم التعاضد والتراحم والتمسك بالقيم والمبادئ والعادات الحسنة .
وقال مخرج “النوخذة”، خالد الشنفري: إن العرض لفرقة صلالة المسرحية بالتعاون مع فرقة طاقة وتم عرض هذه المسرحية ما يقارب من 34 مرة في الكثير من المهرجانات وهي مسرحية جماهيرية كوميدية تقدم مباشرة من الممثل إلى الجمهور و تتمحور فكرتها حول التفاوت بين الأزمنة متمثلة في الأب والابن هذا الأب الذي يريد ابنه أن يعيش معه في الماضي حيث يريد تعليمه الصيد والبحر وغيرهما من الأمور بينما الابن يريد أن يتحرر من كل ذلك وخلال أحداث العرض يحدث إسقاط على بعض الأوهام مثل السحر والسيطرة الذهنية وننهي العرض بالتأكيد أن هناك كائنات موجودة بيننا لها عالمها الخاص ومن يتدخل في عالم الطرف الآخر يتحمل ما يصيبه.
ويصاحب العروض المسرحية صباحًا عدة حلقات تدريبية حظيت بحضورًا مجيدًا من مختلف الفئات العمرية في مختلف مجالات المسرح
بقاعات مجمع السّلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة منها حلقة “الارتجال المسرحي” تقدمها الدكتورة انجي البستاوي من مصر وحلقة الاخراج المسرحي يقدمها المخرج التونسي الفاضل الجعايبي.
