درس خصوصي
بدرية السيابية
تعد الدروس الخصوصية ظاهرة إجتماعية انتشرت وبكثافة كبيرة، هي مجرد نشر إعلان وتحديد مبالغ رمزية، مع تحديد ذلك الوقت القصير وبساعات اقل للدراسة، وتكون الدراسة لمادة واحدة فقط، دون التركيز على المواد الأخرى أو حسب تخصص المدرس الذي يقوم بالتدريس، فهي كغيرها من الظواهر الاجتماعيه المختلفة.
هناك دراسات تشير إلى مضار الدروس الخصوصية وبإنها تفوق مزاياها، فلكل طالب مهارته وقدرته التي تميزه عن غيره من الطلاب الآخرين، وهذه من نعم الله تعالى، ولكن لا يمنع من التعلم والمعرفة خارج محيط المدرسة، فبعض تلاميذ ضعاف في التحصيل الدراسي وبعضهم حكمت عليهم ظروفهم الصحية لتغيب عن المدرسة لفترة طويلة من العام الدراسي ،لا نقلل من شأن معلمينا فهم الخير والبركة ،ولكن أتسال لماذا بعض أولياء الأمور يلجأون للدروس الخصوصية وتركيزهم على مادة واحدة او مادتين؟؟ هل ذلك لقلة كفاءة المعلمين المتواجدين في مدارس أبناءهم،أو هو تنافس مع التلاميذ المتفوقين ،ولكن ألا يلاحظ انه تفوقه سيكون في مادة واحدة بمقابل المواد الدراسية الأخرى ،لذلك لابد من التحكم والتنسيق بين كل المواد المقررة لدراستها.
كمثال :أنا ابنتي ضعيفة في مادة اللغة الإنجليزية وخصصت معلمة أو معلم خصوصي لتدريسها ولكن سنلاحظ بأن هناك ضياع جزء كبير من وقت الطالب او الطالبة على مادة واحدة مما يؤثر على مستواه في بقية المواد، ناهيك أيضا عن سلبيات الدروس الخصوصية، كإرهاق أولياء الأمور ،حيث يضطرون الى توصيل أبناءهم إلى مكان الدرس ،وأيضا هناك مشكلات لابد أن ننتبه إليها ،حيث يقوم المدرسين في بعض الأحيان بتدريس الفتيات في غياب الأهل داخل منازلهم وخاصة المرحلتين الإعدادية والثانوية ،وأيضا إرهاق ميزانية الأسرة يضطر الوالدين لإقتطاع جزء كبير من دخل الأسرة للوفاء بالتزاماتهم المالية اتجاة المدرس الخصوصي.
في الآونة الأخيرة نري إعلانات كثيرة يتم نشرها عن طريق التواصل الاجتماعي عن هذه الدروس الخصوصية وتحديد مبالغ مالية وغير مبالغ للنقل ،في الحقيقة هناك أسر كثيرة قد لجات للدروس الخصوصية، وأثناء حديثي مع أحد قريباتي ذكرت أن إحدى المعلمات الواتي يدرسن الدروس الخصوصية تدرس فئه من الطالبات كل يوم ولكن كل من قامت بتدريسهم وخاصة فترة الإختبارات للأسف نسبة الدور الثاني، والرسوب في تزايد ،وما زالوا يلجأون للدروس الخصوصية ، ما هو السبب؟ لعله لا يكون هنالك الخبرة والكفاءة لتوصيل المعلومة الصحيحة للطالب،أو غير مؤهلة لذلك ،،فالتدريس مهنة تتطلب جهد كبير وخبرة واسعة وتدريس ميداني بحيث يكون ملم من كل الجوانب من ناحية التدريس،شخصيا لا أعترض على الدروس الخصوصية ، ولكن يجب أن يكون المدرس الخصوصي لدية الكفاءة العالية من الخبرات في مجال التدريس، ووضع مبالغ معقولة فهذا يعتبر لدى من يمارس هذا المجال عمل يترزق منه بكل ضمير حي،فالبعض خريجون جدد أحبوا أن يخوضوا تجربة التدريس لهؤلاء الطلبة ،ولكن للأسف الشديد لا يملكون التأهيل الشامل ولا الخبرات ،لذلك يجب على ولي الأمر التأكد وإختيار الأشخاص المناسبين لتدريس أبناءهم .
أتمنى بأن تكون هناك مراقبة وقوانين لممارسة هذا المجال الدروس الخصوصية وفق الله كل طالب وطالبة ويبارك الله في جهود كل معلم ومعلمة مخلصين لهذا. الوطن المعطاء ويبارك في عمر السلطان قابوس وليمده الله بالصحة والعافية .