ليست مجدية ..
صالح بن خليفة القرني
في أحيان كثيرة أصطحب أصغر الأولاد للتسوق من المراكز التجارية، وفي غالب الأوقات تكون لدينا قائمة باحتياجات المنزل، وأحاول في أكثر المرات أن أغريه بشراء بعض المنتجات التي يحبها الأطفال من الشركات الداعمة للكيان المحتل؛ فتلمع عيني سروراً حينما يرفض وينفعل ويستغرب تصرفي وكأنني أعرض عليه سيجارة.
هذا الطفل ذو الربيع التاسع يدرك بأن مشترياته من الشركات الداعمة للكيان المحتل ووكلائها من المتصهينين ستذهب لأعداء الأمة، أعداء الأخلاق، أعداء الدين.
تجادلت مع أحد الشباب حول جدوى المقاطعة وكان منطيقاً قوي الحجة، كاد أن يقنعني حيث ذهب؛ “بأنه لا جدوى من المقاطعة، فلم نجد بعد مضي أشهر طويلة من المقاطعة شركة واحدة قد أفلست”.
في الواقع تعمل هذه الشركات التي تقرأ السوق وتدرسه طويلاً بسياسة النفس الطويل؛ لذا هي تدرك أن المستهلك سيعود تدريجياً، فهي برغم خساراتها تستمر في عرض منتجاتها، بل وتفتح فروعاً جديدة.
عليه، فإنّ واجبنا أن نعيد أحياء المقاطعة؛ فالعدو لا زال يمارس أبشع الجرائم، ولا زالت تلك الشركات تتبجح بدعمها للكيان الغاصب دون أي اعتبار لأي معايير أخلاقية أو إنسانية، فهل من المعقول أن أضعف أمام علبة مشروب غازي أو زجاجة عطر؟!
إن البحث عن أخبار وإعادة نشرها حول خسارة تلك الشركات لأسهمها وقيمتها السوقية ترفع معنويات عدد كبير من المقاطعين؛ بل حتى مجرد إغلاق فرع يبعث السرور والفرحة في نفوسهم، وتجدهم يتناقلون الخبر بنشوة الانتصار.
عليه ينبغي علينا أن لا نكتفي بالمقاطعة؛ بل نريد معرفة أخبار تلك الشركات بعد هذه الشهور من الحرب الظالمة، نريد تقصى خساراتهم وإنهيارهم وسقوطهم؛ لنشحن أنفسنا ولنلجم من يقول بأن مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان المحتل ليست مجدية.