نادي نخل يحتفل بالعام الهجري الجديد
نخل – محمد بن هلال الخروصي
في إطار اهتمام نادي نخل ممثلاً في اللجنة الثقافية والمجتمعية بمختلف المناشط والفعاليات الثقافية والمجتمعية، وتزامناً مع الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، قدم الدكتور علي بن سعيد الريامي في جامع الودود محاضرة بهذه المناسبة حملت عنوان: “الهجرة النبوية: دستور المدينة ودولة المواطنة”. تطرق المحاضر إلى محاور عديدة من أهمها: سردية تاريخية مختصرة لمقدمات الهجرة ودوافعها الرئيسة المتمثلة في الاضطهاد الذي تعرض له المسلمون في مكة المكرمة، إلى أن جاء الأمر الإلهي بالهجرة إلى يثرب-التي سيصبح اسمها المدينة، وسيكون مسجدها النبوي من المساجد التي يشدّ إليها الرحال- والجدير بالإشارة إلى أن الدعوة الإسلامية كانت قد تسربت إليها خاصة بعد بيعة العقبة الأولى والثانية في السنة الثانية عشرة والثالثة عشرة من البعثة تباعاً، مما يعني أن البيئة قد أصبحت متهيئة لهجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فضلاً عن سياسة الرسول(صلى الله عليه وسلم) في التخطيط والتحضير، والأخذ بالأسباب، فكان من ثمار الهجرة انتقال الإسلام من مرحلة الدعوة إلى إقامة الدولة، وهي تعدّ بحق من أعظم الهجرات في التاريخ البشري. كما تناولت المحاضرة موضوعاً مهماً يعد من الركائز الأساسية في إقامة الدولة، ممثلاً بما عرف بالتاريخ “الصحيفة” أو “كتاب الموادعة” وهو بمثابة دستور نظّم العلاقة بين مختلف سكان المدينة على اختلاف أجناسهم وقبائلهم وطوائفهم، ووضع الأطر العامة في السياسة الداخلية في مجتمع المدينة، وما تضمنته الصحيفة من بنود كان أشبه ما يكون بالدستور التعاقدي –في المصطلح السياسي الحديث- دستور يضمن حقوق الجميع.. حقوق تنهض بدولة المواطنة في أسمى صورها ورقيّها قبل ظهور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”، “والميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية”، وقد ثبت فشل تلك المواثيق الدولية في الاختبار الحقيقي أمام ما تتعرض له غزة من إبادة جماعية، وأنها لم تكن في الحقيقة سوى حبر على ورق. وفي ختام الفعالية أشار المحاضر إلا أن العالم الإسلامي يحتفل اليوم بهذه المناسبة في ظروف استثنائية وخطيرة جداً، فهناك حرب إبادة في غزة، وهناك حرب وتطهير عرقي في السودان، وهناك حالة من عدم الاستقرار في معظم الدول العربية والإسلامية، مذكراً أن الحديث عن الدروس والعبر في مثل هذه المناسبات فيه تذكير بتلك القيم الإنسانية التي غرسها النبي الكريم في الأمة الإسلامية والعمل والاسترشاد بها واجب وفرض عين حتى تستيقظ هذه الأمة من سباتها وتعود كما كانت (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).