التسامح هوية العربي
سعيد بن أحمد القلهاتي
عضو جمعية المجتمع والهوية العربية بكارنتر
إنّ المجتمع العربي من أقصاه إلى أقصاه وكما هو معروف عنه قد جُبل على التسامح لكونه ركن أساسي من أركان بناء المجتمعات العربية التي تسودها عُرى الصداقة والمودة والمحبة – فالتسامح فضيلةٌ مجتمعيةٌ تُفضي إلى الكثير من الفوائد ولعل من بينها وأهمها هي : تعزيز العلاقات الاجتماعية بينَ أفراد وجماعات مختلف المجتمعات ، وتثبيت الثقة المتبادلة بين الناس كقوة إنسانية فاعلة، تؤدي في نهاية الأمر إلى خلق روح الإخاء واللحمة الواحدة، كما أنَّ التسامح في المجتمع العربي دائماً ما تكون له آثاره النفسية التي بدورها تَبني وتُنُمَّي الأفكار البنّاءة والهادفة في نفس الإنسان العربي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
والذي لا يختلف عليه إثنان أنَّ التسامح أحد دوافع تعزيز العلاقات الاجتماعية بينَ أفراد المجتمع العربي، فتجد أنه عندما تحدث أي هفوة أو زلة تسبب نوعاً ما من الخصام بين إثنان أو مجموعة سرعان ما يُبادر الآخرون إلى التوفيق والإصلاح بينهم مبينين لهم أهمية التسامح والتغاضي وفي أحيانٍ عديدة تكُون هناك مبادرة أخوية بين المتخاصين أنفسهم إلى طلب الرضى من بعضهم بعضًا وبالطبع هذا ليس بغريب على الإنسان العربي فهو أصل التسامح وهذا ما نلمسه ويلمسه الكل فعندما تجمع الأقدار والصدف الإلتقاء بإنسانٍ عربي من أي قطر عربيٍ كان تجد التغاضي والتنازل عما يبدر بينهم عنواناً لهويتهم بصرف النظر عن اختلاف مواقعهم وأماكنهم في مختلف الأقطار العربية ويبدو لك المشهد وكأنَّ هؤلاء البشر أبناء أبٍ واحد وأمٍ واحدة.
إنَّ التسامح : له آثارٌ إيجابية جدًا تعود بالفائدة على الصحة النفسية للإنسان سواءً كان للفرد أو المجتمع بأسره فهو يساعد على الشعور بالراحة النفسية وطمأنينة القلب كما يُعطي لأفراد المجتمع دفعة قوية للإحساس بالأمل وتجديد الشعور بالحب والخير. مِما يخلق حالة من التوافق والتعايش والتجانس بين أفراد المجتمع كافة بغض النظر عن تباينهم الثقافي والفكري والعشائري والطائفي، وكذلك أيضاً له دوره الملموس في رفع رصيد رفاهية المجتمعات، ويعزز وينمي قِواهم الإيجابية على مدى الحياة، في الصحة والعلاقات والعمل.
وبطبيعة الحال نحن كجمعية المجتمع والهوية العربية بكارنتر دائما مانحرص في مختلف محافلنا وفعالياتنا وبرامجنا على إظهار دورنا في إبراز مثل هذه الصفات والسمات العربية التي يجب أن تكون عنواناً بارزاً في هوبتنا العربية.