سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

المرأة القيادية الناجحة

يوسف بن عبيد الكيومي.
مدرب القيادة الإدارية والقيادة التربوية.

لقد كرم الإسلام المرأة، وأظهر حدوداً بينها وبين الرجل؛ بحيث يكون لكل منهما طريق معين، متكاملان في تحقيق التحضر والتقدم قبل أن تعرف بقاع وبلاد العالم ككل المتغيرات الحالية في العصر الحديث، ومع مرور الزمن كان دور المرأة يزداد وضوحاً أكثر فأكثر، فتبذل وتفكر، وتجدد لتبدع، في حدود الأخلاق؛ لتكون نموذج المرأة الطاهرة التي تقوي إيمان المجتمع، ولما لا وهي نواة الأسرة ولبنتها.
ولعل حصولها على مستويات عالية من التعليم بمختلف مراحله، ساهم مساهمةً كبيرة في إعدادها وتجهيزها بفكرها، وعلمها، ومهاراتها، وكفايتها القيادية اللازمة؛ الأمر الذي مهّد لمختلف السبل والطرق أمامها، لتحصد نتاج جهدها الوافر بدمج عطائها في عمليات التنمية المتنوعة من خلال بناء قدراتها لتكون على مستوى كبير من المعرفة والعلم وبشتى التخصصات والوظائف.
حيث تناولت العديد من الملتقيات والمؤتمرات الخاصة بالمرأة العربية والتي تعد المرأة العمانية جزءا لا يتجزأ منها دورها القيادي الكبير المساعد والمعاون في إنجاح المجتمعات وتطورها.
وتُعّرف الكثير من التقارير المرأة العربية القيادية على أنها عنصر فاعل في المجتمع الذي تنتمي إليه، ويُنظر إليها بعين الثقة والاعتبار، وهي شخصية ملتزمة بالارتقاء بمجتمعها وصاحبة تصميم عال للتغلب على جميع العقبات التي تعترض طريقها.
وأهم ما يجعل المرأة قيادية مؤثرة و متميزة اتصافها بعدة صفات مهمة في حياتها العملية، وأهمها؛ القدوة. فمثلاً إذا لم تكن ملتزمة في حضورها وتسيير عمل مؤسستها فلن يقتنع التابعين بأهمية الإلتزام المطلوب.
كذلك لا بد من قدرتها على اتخاذ القرارات الرشيدة والحكيمة في وقتها لتقدر على مواجهة كافة الأمور أول بأول، فيرفع من قدرتها على تحمل المسؤولية وتدارك أي أزمة قبل وقوعها.
كما عليها التحلي بالصبر في إنجاز أعمالها، فليس كل المهام تنجز بسرعة، فالتغيير الفعال لا يأتي بالسرعة بل بدراسة أمور المنظمة والسير بفريق العمل خطوة بخطوة، حتى يتم التغيير والإنجاز المحسوس والملموس من المنتمين داخلياً للمنظمة ومن المرتبطين بها خارجياً بصورة واضحة للجميع.
ولعل احترام وتقدير المرؤوسين يجعل لها في قلوبهم المعاملة الطيبة والاحترام والتقدير المتبادل بينهم؛ حيث تستطيع كسب ودهم وتقوية العلاقات الإنسانية والاجتماعية معهم؛ الأمر الذي يظهر أثره بصورة إيجابية على فريق العمل وبيئة العمل ككل.
ولا بد أن يكون للمرأة القيادية التفكير الثقافي الكافي كمهارة من مهارات المستقبل الذي يمكنها من مراعاة الفروق المعرفية والخبرات المتوفرة بالمنظمة، حتى تستطيع أن تضع الشخص المناسب في المكان المناسب بفريق العمل كل حسب خبراته وقدراته ومهاراته وكفاياته. فيستطيع أن ينتج في حدود المطلوب والمعقول، وهذا لن يتم دون تقديم كل أنواع الدعم المطلوب لديهم؛ مما يسهم بصورة كبيرة في تحقيق أهداف المؤسسة وأهداف المنتمين لها معاً.
إن تمكن المرأة من الوصول إلى أعلى المناصب القيادية أفسح الطريق أمامها لتكون ذات حضور فعال، وعطاءٍ متميز، وبالتالي أصبحت بإمكانها مشاركة أخيها الرجل في الكثير من مجالات القيادة مساندة في بناء المجتمع وتنميته بقدر إمكاناتها، الأمر الذي ساهم كثيراً في دعم موقع ومكانة المرأة من خلال وضع القوانين المشجعة لحضورها القيادي، والتي تطالب بأهمية فسح المجال أمامها لتعمل مع أخيها الرجل يدا بيد من أجل بناء الوطن ورفعة شأنه بين بقية الأوطان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights