لا ينتمي لهم ..
سليمان بن حمد العامري
الظالم الحقود يعود بعد ٧٥ سنة
كان هناك قرية هادئة جميلة يعيش أهلها بسلام مع بعض المنافقين، الذين يخالطونهم في حياتهم المعيشية، لا تسمع لهم قيلاً ولا حسّاً إلا قليلاً.
في يوم ما، وفي فصل الشتاء، انتشر خبر عودة الظالم قصير القامة الذي إذا رأيتَه رأيتَ به كل أنواع المكر الشيطانيّ، ومما أدى إلى تقوية شوكة المنافقين بعدما ظنوا بهم الناس الخير، وأنهم يحسنون عملاً، وهكذا انطفأ النور الذي كان ينير القرية ومن فيها، وضاقت عليهم الأحوال بعد ما تتالت عليهم أحداث الظلم والمقت والخداع، وفقر من فيها ومن حولها وقد هلكت القرية.
وبعد مرور فترة من الزمن اتخذ أهل القرية قرار محاربة قوى الظلم، فاجتمع منهم الحكيم، والرشيد وأهل الصلاح، وفجأة! صاح صوت عالٍ من آخر المجلس من أبناء القرية، وقد عُرف عنه أنه ذو قلب منير، وفِكرٍ مستنير، وبدأ بخطابه قائلاً لهم: لا ينتمي إليكم كل من أراد إضمار الشر لوطنكم وأهلكم، فإن هذه القرية لا تنبت إلا نباتاً طيباً، فلا نسمح للمفسدين بالعيش بيننا، فإنهم كمثل شجر الزقوم أصلها في الجحيم، يجب عليكم الاتحاد وتطهير قلوبكم من الغل والحقد، وأن تتسامحوا فيما بينكم وكونوا كالجسد الواحد، فإن الشيطان وأعوانه أعداؤكم، وليعلم الكل بأنه لن يدوم ولا يطول أمر المفسدين وما كانوا به يمكرون، وأن يوماً ما سوف يعود الظلم على صاحبه ويكون درساً للظالم، فتعالت الأصوات بذكر الله، فنبضت قلوبهم بالحياة بعد انطماس دام فترة طويلة من الزمن، فتلى عليهم آيات من القرآن الحكيم.
قال الله تعالى: (وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ*مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ) الآية 43، سورة ابراهيم.
قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}سورة الأنفال، الآية26.