“قرية حلم” .. نافذة على الماضي
إعداد : عائشة بنت سعود الجنيبية
قرية حَلَمْ إحدى قرى وادي بني جابر بولاية صور وهي قرية زراعية سكنية نابضة بالحياة، وتشتهر القرية بمزارعها الخصبة والتي تنتج أنواعًا عديدة من المحاصيل الزراعية، كمحاصيل التمور الفاخرة من النخيل بمختلف أصنافها لاسيما نخلة (البونارجة والبرني والمدلوكي) وأصناف عديدة من النخيل وكذلك محاصيل أشجار المانجو والرمان والتين والزيتون والعنب والثوم والبصل والتوت الذي يطلقون عليه أهالي القرية بأسم (الفرصاد) وأيضا شجرة الزمبراو الذي يطلق عليها البعض( الزام).
يعتمد سكان القرية في معيشتهم بشكل كبير على الزراعة ، حيث يستخدمون أساليب زراعية تقليدية موروثة عبر الأجيال. كما تشتهر القرية بجمال مناظرها الطبيعية، إذ تحيط بها سلاسل جبلية شاهقة التي يزيد ارتفاعها عن 2500 متر. حيث لا يقتصر الأمر على رؤية الجبال الشاهقة فقط بل يمكنك ممارسة رياضة التسلق والاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة ويقصد الزوار القرية للاستمتاع بالمناخ المعتدل والتعرف على نمط الحياة البسيطة التي يعيشها اهالي القرية .كما تحتوي القرية على جابية تشكل رمزًا حيويًا لحياة القرية الزراعية. هذه الجابية عبارة عن حوض مائي تقليدي يستخدمه سكان القرية لسقاية نخيلهم والمحاصيل الزراعية الأخرى. ما يميز الجابية هو أنها ليست مجرد مصدر للري، بل تُشكل أيضًا مكانًا للاستجمام والترفيه لسكان القرية وزوارها. فخلال فصل الصيف الحار، يتوافد الناس على الجابية للاستمتاع بالسباحة في مياهها العذبة الصافية، مع الاستمتاع بظل الأشجار المحيطة بها .
علاوة على ذلك، تعد قرية حلم موطن للأفلاج القديمة، وهي نظام ري تقليدي فريد يعود إلى قرون ماضية عديدة. هذه الأفلاج عبارة عن قنوات مائية محفورة تحت الأرض تنقل المياه من المصادر الطبيعية إلى المزارع والتجمعات السكنية. يعكس هذا النظام التقليدي للري حكمة سكان الوادي في إدارة الموارد المائية وتوزيعها لصالح الزراعة على مر العصور.
تتربع قرية حلم على تراث زراعي أصيل وثقافة عريقة، فهي تشكل نموذجًا فريدًا لمعيشة الإنسان والطبيعة . إن زيارة هذه القرية تمنح الزائر فرصة لاكتشاف جمال الحياة الريفية وتراث وادي بني جابر الوفير.