شريفة بنت راشد القطيطية
يختصر المرء حياته بكلمتين ( كن واقعيا )؛ لأن ما أتى به الزمن لن يندثر ولن يتجدد، مسيرنا على خطى ثابتة لا تضيف إليك معين حياة، واقترابنا من الصفر أمر محتوم لنختصر الوهم الذي يسمى المستقبل المشرق، تجدد إن شئت ولتعلم أن كل شيء مزيف وكل شيء مخادع .. وأن إبصار الحقيقة أمر مُلِح كي ترى نفسك عالقة بين سماء وأرض، وأنفاسك أشرفت على تقاعد مُذل وبرامج تهيئة قد يثمر منها بعض الوقت لتلتقط شيئا من النبض لتعيش على هامش مفروغ منه كبعض نقاط نائمة .
نكبر خمسين عاما ونعود نصغر ألف عام، وألقي حتفه ابن الخمسة عشر عاما كي لا يتجرأ على مسمى طفل!، بإمكانك الآن التوغل في صفحات كاذبة من أيام عمرك التي سَبحت سُدى ضد تيار عاصف وأُخذ منك الحلم وتبددت مخططاتك وأفسحت الطريق لأوغاد يستحقون التصفيق كونهم رعاة خبث، بالية مقاصدهم، عارية من الدقة والإخلاص والتفاني، ينمو تفاعلهم ليلا تحت ألسنة دامسة وفراعات مثقوبة وحناجر تستحق التوغل فيها لجذب سياحي كمراقص تخلو من الصخب!
حاولنا مرارا كشف التعويذة المبطنة لدواخلهم الموبوءة، وسطرنا ألف حلم .. فاشل من يعتقد أن الحلم سيصبح حقيقة، وأن اختصار السنوات سينجح في هنيهات راكدة محلها تحت الصفر ومجالسها واهمة، قد تعدو قدر ما شئت ولكن ستظل محلك سر، ولا تتمتم ببنت شفة وإلا اقتص منك، عكسهم؛ يرتؤون المبادرات الحرجة معالم رجال، ويغفلون الرجولة، يتطاولون على عقول ناهضة ومراتب أصيلة في الحكمة بخوض معارك حياتية انتصروا فيها آلالاف المرات بلا خسائر .
هنا تكمن عنجهيتكم الثكلى ومراسكم المبطن، ثعلب ليلا ونعامة وقت المعارك، سرير راحة لأسياد معدومة الهندام ومسلوبة التمركز في المنتصف، مشلولة أفكارهم مكتظة بالغبار .. تعوي بصدى متخاذل واصرار متهالك وجناحين شارفا على الانتهاء، يشدهم التصفيق المبطن والتهليل العارم الذي يقترض من الشقيقة والصداع المزمن آثار مزيفة على وجوده غالبيتها من زُمر كاذبة وألوان مخلوطة .
هل تشعر برضا تام عندما يصلك اقتباس من حقولنا، وهل يمثل أمامك خيالنا ليقترض منك عقوبة أو ما شابه، هل تمشي على أطرافك خوفا من لسعة خذلان أو وسمة عار، هل ظل لديك ماء وجه لتتصدق به على قاطعي الطريق ،ام تستبسل لمجاهدة نفسك وتعطيل عبوديتهم لك وأنت غارق في وحل أملس لا تستطيع تخطي الأمر؛ حالتك حرجة واستغفارك كل الوقت قد يحدد أمل النجاة، فتوكل على بارئك ولتصل لسمو ذاتك.
