2024
Adsense
الخواطر

أين هند؟

وداد بنت عبدالله الجابرية

أين تلك الطفلة التي مكثتْ عند ذلك الجثمان؟
أين رحلتْ هند؟
في وقت النزوح مكثتُ مع عمي وعائلته الصغيرة، فإذا بدباباتٍ تحاصرنا لترمي علينا تلك القذائف بلا رحمة، استشهد عمي وزوجته وطفلاه، وبقيتُ أنا وابنة عمي على قيد الحياة، اتصلتُ برقم الدفاع المدني، نظرتُ إلى تلك الجثامين التي بقيت دون أرواح، وأطلتُ النظرات إلى كل واحدِ منهم: عمّي وزوجته وطفليه، الذين غرقت المركبة بدمائهم، فقد استشهدوا، أمّا ابنة عمي التي بقيت على قيد الحياة، فقد اتصلتْ بذلك الرجل لتخبره عن حالنا وما جرى لنا، فإذا بجندي صهيوني لئيم يرمي بتلك الرصاصة لتستشهد ابنة عمي، مكثتُ لوحدي، مكثتُ ولا أحد يعلم أين هند التي لم تتجاوز السادسة من العمر، هل أغرقتها تلك الدماء؟ أم اختطفها ذلك العدو؟
أين اختفت هند؟
هل هي من الأحياء أمْ من الشهداء؟
فالدفاع المدني لم تصلهم أية أخبار عنها، فقد حضروا للمكان الذي أخبرتهم عنه ابنة عمي، وهنا اختفينا جميعاً.

فلا أعلم ما ستكون نهاية قصتي، ولكن إن كان للعمر بقية سأخرج من المكان الذي اختبأتُ فيه، وإن لم يكن ستكون جنة الفردوس هي داري.

ولكن قبل أن أختتم قصتي، أودّ أن أخبركم بأن الدنيا التي تتصارعون من أجلها، فإنها زائلة، وذلك العدو الذي اتحدتْ معه بعض الدول لتعينه على سفك دمائنا وأرواحنا، فإن الجحيم ينتظرهم، وأما أنت، فما زال لك من العمر بقية، فاستغل وقتك بالتقرب من خالقك، فلا تعلم ما سيحدث لك، ولا تعلم من سيفتقدك.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights