كتب/جمال المحفوظي
في شهر رمضان المبارك هناك عادات وتقاليد تزخرف الحياة اليومية للصائمين وتضفي عليها نكهتها الخاصة.
حيث تشتهر ولايات ومحافظات سلطنة عمان بالعديد من العادات والتقاليد في شهر رمضان
فهو شهر خير وبركة تكثر به بعض العادات المتوارثة تميز الشهر الفضيل لتضيف عليه نكهتها الخاصة ، ومن بين هذه العادات تبادل الزيارات والأكلات الرمضانية بين الاهالي والجيران ،ومن بينها تجمع الأهالي في القرى على مائدة الفطور ، لما لها من طابع خاص في المناطق الريفية كما هو الحال في قرى وادي بني هني بولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة.
حيث يجتمع نهاية كل أسبوع الصغار والكبار في الهواء الطلق على ضفاف الوادي بالقرب من أشجار النخيل و خرير المياه العذبة؛ وعلى كل رجل من أفراد الأسرة أن يأتي بما يطيب له من الأكلات الرمضانية التي تفوح رائحتها أثناء تحضيرها في كل منزل والتي يبدأ إعدادها مباشرة بعد صلاة العصر ، بالإضافة للفواكة والتمر والألبان والقهوة العمانية.
وتناولها على الإفطار بعد سماع أذان المغرب الذي يتردد صداه على رؤوس الجبال ليتبادل بعدها الأهالي الأحاديث الودية في أجواء روحانية، كما حدثنا الوالد سعيد بن مبارك بن سيف الصلطي عن أهمية هذا التجمع في غرس ثقافة التقارب والتآلف بين أبناء البلد والأهالي لما له من دور هام في تقوية صلة الأرحام وأن هذا التجمع ليس وليد اليوم بل نجتمع على مائدة واحدة منذ زمن أجدادنا وهذا مانغرسه الآن في تربية أبناءنا من عادات حميدة ولاسيما أن عصرنا الحالي يكثر فيه الأشغال ليسهم ذلك التجمع في تقوية الرابط الأسري بين أبناء المجتمع.
حيث يحافظ المجتمع العماني على مثل هذه العادات خلال أيام هذا الشهر الفضيل،وتمييزه عن باقي أيام السنة ؛ ويُعزى ذلك إلى الرغبة في الحفاظ على العادات العمانية الأصيلة وتكييفها حيثما أمكن مع معطيات الحياة المعاصرة..
