السعادة أبجدية الكشفية
علي بن مبارك بن خلفان اليعربي
إن أيّ تمدرس يكون محكوراً على نواتجه الأكاديمية فقط ولا يشمل حياة الفرد ورفاهيته يكون مبتوراً بلا شكّ، لذلك اعتمد المنهج الكشفيّ العالمي بشكلٍ عامّ والعربيّ الإسلامي بشكل خاصّ على الممارسة والابتعاد عن المنهجية الورقية إلا لتوثيق وإبراز الدَّور والعمل فقط، فالتعليم المتمركز حول العمل من أساليب نقل المعلومة في الحركة الكشفية أو التعلم بالممارسة هي أحد الأساليب والطرق الكشفية.
والتعليم التطبيقي الهادف يمارس في الخلاء ويكون فيه الكشاف هو المباشِر للعملية التعليمية والمنفّذ والمكتشف لها. وهذه من العلوم الحديثة، علم النفس الإيجابي وتلقى قبولاً لدى المتعلمين ويندرج في إطار العلوم السلوكية وعلم النفس التطبيقي مما يدعم لدى منتسبيه ويعزز لديهم السلامة النفسية والقوة الإنسانية.
وتحفيز جوانب الإشباع الإيجابية التوافقية والإبداعية والوجدانية للسلوك الإنساني يبعث السعادة والفرح والسرور والرضا عن الحياة. لهذا فإن السعادة أبجدية الكشفية منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، وسوف تستمر بإذن الله تعالى لأن أسُس ومبادئ الحركة الكشفية تنبثق محدثاتها من صلب السعادة، فالواجب نحو االله والواجب نحو الآخرین والواجب نحو الذات هي بكل تأكيد مصدر السعادة، وهذا يتضمن القدرة على تنمية الإحساس بالجمال، والوصول إلى المكامن الإبداعية كدافــع موجّه لملاحقة التميّز. فالحركة الكشفية والإرشادية تركز على تنمية المؤسسات الإيجابية مثل المدارس والجامعات والأندية الشبابية وتكوينها والمحافظة عليها.
حيث تسعى الحركة الكشفية العمانية والعالمية على حدٍّ سواء إلى تنمية الوظائف الإنسان الإيجابية البيولوجية منها والشخصية والعلاقاتية التي تمكّنها من خدمة المجتمع بالإمكانات البشرية والدوافع والقدرات المتوفرة لدى مؤسسات الحركة الكشفية العالمية من أجل تحقيق الذات والمساهمة في مجالات بناء المجتمعات وإثرائها، وتحثّ على الإبداع والتسامح والتعاطف، ومنهجها نموذجٌ لبناء و تنمية جوانب الشخصية الإيجابية، وهذه مجتمعة طُرق مهمة للشعور بالسعادة.
لذلك تحتفي المؤسسات الكشفية العالمية باليوم العالمي للسعادة في العشرين من مارس من كل عام تجسيداً لأسس ومبادئ الحركة الكشفية منذ نشأتها الأولى. لهذا أقول بأن السعادة أبجدية كشفية بمعنى أنها الأصل والمبدأ الأوَّل لها).