تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

يرحل الصالحون وتبقى آثارهم

كتب : سالم بن سيف بن سالم الصولي

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ .

بقوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صالح بن حمدان الصباحي وبهذا المصاب الجلل نتقدم باصدق آيات العرفان لأسرة الفقيد بخالص العزاء فلقد مثل رحيله خسارة فادحة ليس على مستوى الولاية فحسب بل على مستوى كل من عرف فقيدنا رحمة الله عليه.
ولقد توفي عن عمر ناهز 75 عام، وكانت حياته حافلة بالعطاء والجد والإجتهاد، وفي اليوم السابع من رمضان المبارك 1440 هــ الموافق: 13/05/2019م ودعت المصنعة أحد أبناءها البارين وصديق الجميع صالح بن حمدان بن سالم الصباحي.
ولد الراحل رحمة الله عليه في حلة الحصن في العام 1944م تقريبا، وقد تتلمذ على يد والدة المغفور له بإذن الله حمدان بن سالم الصباحي، وحفظ القرآن الكريم وبعض الكتب مثل تلقين الصبيان وغيرها من الكتب التي كانت تدرس آنذاك.
وفي منتصف الستينيات رحل الى دولة الكويت الشقيقة كغيرة من العمانيين الذين هاجروا الى تلك البقاع وذلك لطلب الرزق والعلم، ثم بعد ذلك ذهب الى دولة البحرين لنفس الغرض.
وفي بداية السبعينيات أيام النهضة المباركة التي فجر نورها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه عاد كغيره من الذين عادوا الى أرض الوطن، وقد عمل في وزارة الداخلية كموظف لآسلكي أو ما يسمى بموظف بدالة، عمل لأكثر من عشرين عام حتى وصل الى السن القانونية للتقاعد كحال غيره من موظفي الدولة وقد تفرغ بعد ذلك لخدمة المجتمع العماني وغيرهم من المحتاجين الذين يأتون إليه من الدول الشقيقة والصديقة  وقد فتح أبواب بيتة فهو ليس طبيباً تقليدياً فحسب بل كان يحمل رسالة إنسانية وأخلاق نبيلة، أوصى بها الإسلام كحسن الخلق والكرم والمبادرة الإنسانية فهو ليس كوسام بل مدرسة في كثير من الفنون التقليدية فلقد كان رحمة الله عليه عاقد للقِران يتمتع بموهبة النباهة والحفظ، وقد كان بإمكانه أن يعقد لأكثر من عريس في نفس الوقت، كما كان يقدمه الكثيرين للدعاء للأموات أثناء التشييع وفي نهاية أيام العزاء، فهو مدرسة متنقلة أين ما يحل يأتي بالخير، وأيضا يحمل رسالة للفنون الشعبية المتعارف عليها في الأوساط العمانية فهو مدرسة في فن العازي والرزحة وحمل السيف والترس.
وكما يقال من خلف رجال فمامات فهو خلف كوكبة من الرجال يتقدمهم سالم صالح وخالد صالح وسليمان صالح وأحمد صالح
ومحمد صالح، وغيرهم من تلك الكوكبة الشابة وكلهم تبارك الرحمن ماضون على نهج أبيهم المغفور له بإذن الله، ونسأل الله لهم دوام التوفيق.
نعلّل بالدّواء إذا مرضنا فهل يشفي من الموت الدّواء ونختار الطّبيب فهل طبيب يؤخّر ما يقدّمه القضاء وما أنفاسنا إلا حساب ولا حسراتنا إلا فناء.
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها وإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت أمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَّهرُ يَقبُضُها وَالنَّفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights