2024
Adsense
مقالات صحفية

الإسراء والمعراج ميلاد أمه

راشد بن حميد الراشدي

أمة للعالمين وسراجً ونورً مبين أخرجه الله ليمحو ظلامات الجهل ويرشد الإنسان إلى طريقه القويم المستقيم ونحو سعادته في الدنيا والأخرة .
اليوم ونحن نستذكر حادثة الإسراء والمعراج وخبرتها التي أنزلت من رب العالمين نستذكر في هذه الحادثة المعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما واجهه من تحديات وصعوبات ومكائد وجهاد لإعلاء كلمة الله وسعادة عباده من أجل حياة تسودها السكينة والإطمئنان والسلام والأمان وإحقاق حق الإنسان على أخيه الإنسان نستذكر سيرة عطرة أنارت مشارق الأرض ومغاربها بنور وتعاليم دينً قويم وأركانه التي لا تهتز ولا تتصدع صامدة إلى يوم الدين .
نستذكر فلسطين وبيت المقدس ( الأقصى ) العزيز على قلوب المسلمين ومسرى سيد الأولين والآخرين نستذكر هوان أمة محمد وخنوعها اليوم لمحتل غاصب ظالم فاجر عربيد لا يرقب في مسلم إلاً ولا ذمة ولا تقديرا ولا احتراما لإنسانيته.
اليوم نستخلص الدروس والعبر من حادثة أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم في إسراءه به من مكة إلى الأقصى الشريف ومنه إلى السماء التي فتحت أبوابها وإزيلت الحُجب من حولها وألغيت كل الموازين والقواعد الدنيوية التي عرفها فكر الإنسان ليرتقي نبيه الكريم الى أعلى المراتب التي لم يصل إليها نبي قبله .
قال تعالى :
*”سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”*
لقد استبشرت وشهدت هذه القبلة التي كانت أول قبلة للمسلمين والتي شع نور الهدى منها إلى العالمين بتلك الحادثة التي خلدت في تاريخ البشرية جمعاء والتي ندعو الله لها في هذه الأيام أن يحررها بقدرته من اليهود الانجاس الغاصبين لتعود حرةً أبية تحت ظلال الإسلام والمسلمين.
حادثة الإسراء والمعراج هي ميلاد أمة قامت على طريق الهدى لتمحوا ظلمات الجهل وليشرق نور الإسلام الذي عم الكون بإنسه وجِنه ليكون رحمة للعالمين .
اليوم وفي هذه الأوقات العصيبة من عمر أمتنا العزيزة وما تمر به من فترة انكسار وانحدار نجد بزوغ فجر جديد من غزة العزة والكرامة والإباء وهي تضرب للعالم أجمع أروع مُثل الشرف للمسلم المؤمن الصادق المجاهد عن دينه ووطنه المضحي بروحه واولاده وماله في سبيل عزته وإعلاء كلمة الله والتي ندعوا الله جميعا أن ينصرهم ويفك كربتهم ويُعلي كلمتهم ويخزي عدوهم وعدو الإسلام – قاتلهم الله – ومن شايعهم .
حادثة الإسراء والمعراج هي ميلاد أمة قامت على نهج الله العظيم وسيرة رسوله الكريم حتى أمتد أفقها للعالم أجمع لتحي الأرض بعد موتها بنور الإيمان والقرآن .
اليوم ندعوا الله جل جلاله أن تعود الأمم إلى رشدها وتبحث عن سبل نجاتها وتُعيد طريقة تفكيرها في مناحي حياتها فلا منقذ لها مما هي فيه إلا الإسلام ولا حامي لها من ظلمات الجهل وظلالة الأنعام وجُرم الطغاة إلا الإسلام والذي سيسود العالم مرة أخرى بإذن الله لانه الدين القويم للبشرية جمعاء الذي أنزله الله وسيخزي الله الكافرين وأعدائه الظالمين .
صلى عليك الله يا نبي الهدى ما جن ليل أو أشرق صبحًُ وعلى آلك وأصحابك وتابعيك وتابعيهم أجمعين فحادثة الإسراء والمعراج هي ميلاد أمة سيبقى نورها مشرقاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وكل عام وأنتم بخير .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights