معرض رسالــة الإســلام من عُمان يختتم فعالياته بمبنى الامم المتحدة بنيويورك
زار أكثر من 37 دولة و120 مدينة حول العالم حتى الآن
متابعة – مصطفى بن أحمد القاسم
اختتمت مؤخرا في مبنى الأمم المُتحدة بنيويورك فعاليات معرض (رسالة الإسلام من عُمان)، والتي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالتعاون مع الوفد الدائم للسلطنة لدى الأمم المُتحدة، حيث اشتمل المعرض على العديد من الفعاليات التي تعبر عن تواصل جهود سلطنة عمان في نشر وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والتفاهم والوئام بين الأمم والثقافات والشعوب واحترام المقدسات وحقوق الإنسان، والتأكيد على القيم الإنسانية المُشتركة ونبذ التطرف والعنف والكراهية.
وفي هذه المناسبة أوضح سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي المندوب الدائم للسلطنة لدى الأمم المتحدة أن أهمية إقامة هذا المعرض في منظمة الأمم المُتحدة، يهدف الى تسليط الضوء على جهود تعزيز قيم التعايش السلمي والحوار بين الأديان، لا سيما وأنَّ المنظمة الدولية تقوم في أساسها على هذه المبادئ، وخصوصا ما شهده العالم في الفترة الأخيرة من تزايد وتيرة الكراهية والإرهاب منذ أحداث هجمات 11 سبتمبر، وما شهدته نيوزيلندا وسريلانكا مؤخرا من أحداث إرهابية مُؤلمة.
وأضاف سعادته أنَّ محتويات المعرض من اللوحات والمعروضات الفنية والتاريخية المعبرة عن السلطنة، إضافة إلى عرض الرسم بالرمل، كلها تصب في المسعى العالمي النبيل من أجل الإنسان ونشر قيم التعايش وإحلال السلم والأمن والاستقرار.
يشار إلى أنَّ معرض (رسالة الإسلام) أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في عام 2010، وزار أكثر من 37 دولة وأكثر من 120 مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: «التسامح والتفاهم والتعايش.. رسالة الإسلام من سلطنة عُمان»، ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم. واكتسب المعرض قبولاً متناميًا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.
تقدير عالمي للسلطنة
من جانبه أكد مُحمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمشرف العام على معرض (رسالة الإسلام) أنَّ إقامة المعرض في منظمة الأمم المتحدة دليل آخر على نجاح الدبلوماسية العمانية والتقدير الأممي وعالمي الذي تحظى به السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي أرسى دعائم العدل والمساواة والقيم الإنسانية المشتركة، والإرث الحضاري العماني والانفتاح التجاري والثقافي والتواصل القائم على تبادل المصالح، وأقام منظومة قانونية تحفظ الحقوق وتُحقق كرامة الإنسان. ونوَّه المعمري إلى أنَّ إقامة المعرض في هذا التوقيت المهم وفي منظمة الأمم المتحدة، جاءت ثمرة التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مع الوفد الدائم للسلطنة لدى الأمم المتحدة، واستمرارا لنهج السلطنة في نشر القيم المشتركة والدعوة إلى حسن الحوار والتعايش والإخاء الإنساني.
وكان معرض (رسالة الإسلام من عمان) والذي أقيم في الأمم المتحدة بنيويورك قد حظي بردود أفعال إيجابية واسعة من كبار الزوار والجمهور، ما عكس مستوى النجاح الذي حققته رسائل وأهداف المعرض، وملامسته للقضايا التي تعمل عليها المنظمة الدولية.
وعبّر زوار المعرض عن سعادتهم وتقديرهم لإقامة معرض رسالة الإسلام في منظمة الأمم المتحدة متمنيت لسلطنة عمان ولقيادتها الرشيدة التوفيق في مبادرتها الدائمة في هذا الاتجاه.
جلسة حوارية عالمية تؤكد روح الإسلام وجوهره.
وخلال جلسة حوارية أقيمت على هامش معرض رسالة الإسلام في الأمم المُتحدة، أكد المشاركون على أهمية هذا المعرض والذي تتكامل رسالته في مضمونها مع منظومة المفاهيم والقيم التي تتمحور حولها أهداف الأمم المتحدة من حيث المساهمة في نشر الوعي بالقيم الإنسانية النبيلة، النابعة من روح الإسلام وجوهره، والسعي لاطلاع الزوار الذين يتوافدون إلى مبنى آلامم المتحدة من مختلف أنحاء العالم على التجربة العمانية في التعايش والتفاهم والتسامح. ونظم جلسة الحوار الوفد الدائم للسلطنة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لعرض تجربة السلطنة في نشر ثقافة السلام والتعايش، فيما ترأسها سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي سفير السلطنة الدائم لدى الأمم المتحدة بمشاركة كل من وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، والمشرف العام على المعرض الدكتور محمد بن سعيد المعمري، والدكتور مايكل بوس رئيس كنيسة ماربل كولجيت وبمشاركة جمع من الدبلوماسيين والأكاديميين والخبراء.