صاحب السمو بلعرب بن هيثم يرعى افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء
مسقط – النبأ
تحت رعاية صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد وبحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، اُفتتح اليوم الاثنين مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء، والذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع شركة “يوروكونسلت” خلال الفترة من 8 إلى 10 يناير 2024م بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان، بمشاركة 400 خبير ورؤساء تنفيذيين في قطاع الفضاء من الوكالات الحكومية وشركات القطاع الخاص حول العالم، وأكثر من 70 متحدثا.
يهدف المؤتمر إلى تحقيق رؤية وأهداف السياسة والبرنامج التنفيذي للفضاء العُماني، والتعرف على الفرص الاستثمارية للقطاع في المنطقة، وتسليط الضوء على سلطنة عمان كبوابة إقليمية للخدمات والتطبيقات الفضائية، وتعزيز التواصل وبناء الشراكات وتبادل الخبرات بين الجهات العالمية والإقليمية والمحلية الفاعلة في قطاع الفضاء، بالإضافة إلى توفير منصة لصناع القرار في المنطقة لمناقشة التوجهات الرئيسية للقطاع وتشجيع تدفق الاستثمارات الدولية ونقل وتوطين التقدم التكنولوجي لقطاع الفضاء.
بوابة إقليمية
افتتح المؤتمر بكلمة ألقاها معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات قال فيها: “تأتي فكرة تنظيم هذا المؤتمر ترجمةً لمستهدفات السياسة والبرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء العماني وتحقيقًا لرؤيته بأن تكون سلطنة عمان والبوابة الاقليمية لتطبيقات الفضاء الداعمة للتنويع الاقتصادي، وعليه من خلال هذا المؤتمر نؤكد لكم رغبة سلطنة عُمان الصادقة لتطوير هذا القطاع والاستفادة من مختلف الخدمات وتمكين مبادرات التعاون العالمي والاقليمي فيه خاصة وأن المنطقة في نمو مستمر ومقبلة على تمكين قطاع الفضاء عبر مختلف سلسلة القيمة للقطاع.”
وأضاف معاليه: يشهد العالم تنافسًا محمودا في قطاع الفضاء وسبل الاستفادة منه ونموا ملحوظا في الأداء الاقتصادي له، كما أن معالم القطاع تغيرت بعدة عوامل إيجابية إذ تشير التقارير العالمية إلى بلوغ حجم اقتصاد قطاع الفضاء العالمي ما قيمته 546 مليار دولار أمريكي خلال العام 2022م، وبتوقعات مستقبلية حوالي 800 مليار دولار أمريكي خلال العام 2028م”.
استثمار وتطوير
وأوضح معاليه أن الاستثمار أو امتلاك منظومات الفضاء لم يعد حكرًا على دول محددة بينما مكن هذا التعاون الدولي الكثير من الدول والشركات الخاصة لدخول هذا القطاع، فقد شهد القطاع دخول المستثمرين من القطاع الخاص وقادة الاستثمار لتطوير مختلف البنى الأساسية والخدمات والتطبيقات الفضائية، إلى جانب النمو المتسارع لظهور خدمات وتقنيات متقدمة تستخدم الفضاء لتسهيل وتجويد الحياة على الأرض.
أكد معاليه بأن المؤتمر يعد فرصة سانحة للقاء المؤسسات المعنية، والمهتمين بتقنيات وعلوم الفضاء من القطاعين الحكومي والخاص من مختلف أقطار العالم لتبادل الخبرات وبناء الشراكات وتوطيد العلاقات المتينة والتعرف على الفرص الاستثمارية في المنطقة ومد جسور التعاون؛ لبناء مجتمعات وشعوب ملهة تنعم بمستقبل مشرق حافل بالتقدم والازدهار.
سياسة وطنية
من جهته قال سعادة المهندس سالم القبيسي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: “كشفت عُمان النقاب عن سياستها الوطنية للفضاء وبرنامجها التنفيذي، الذي يمتد من 2023 إلى 2033 لوضع البلاد كبوابة إقليمية للخدمات والتطبيقات الفضائية، وسيخلق هذا البرنامج خلال 10 سنوات القادمة فرصا لا حصر لها لتعزيز اعتماد علوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث تلعب الأقمار الصناعية اليوم دورا محوريا في العديد من جوانب الحياة الحديثة من الاتصالات والإنترنت إلى التنبؤ بالطقس والملاحة عبر الأقمار الصناعية في تحسين العديد من الخدمات والتقنيات التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية.”
وأكد القبيسي أن قطاع الفضاء لعب دورا ملهما في النمو المستدام للاقتصاد الوطني في العديد من البلدان، وأصبح أحد أكثر القطاعات الواعدة للابتكار والاستكشاف، حاملا في طياته آثارا وفوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لصالح البشرية، مشكلًا أحد القطاعات الواعدة لاقتصاد المستقبل في رؤيتنا للخمسين عاما القادمة، كما يساهم التعاون المحلي والإقليمي والدولي والشراكات الاستراتيجية بشكل كبير في النهوض بقطاع الفضاء الوطني وخلق بيئة محفزة للابتكار وتطوير التكنولوجيا.
جلسات
بعد ذلك عقدت جلسات العمل لمؤتمر الفضاء، فكانت الجلسة الأولى عن الإلهام في قطاع الفضاء، بينما جاءت الجلسة الثانية حول النماذج والاستراتيجيات لوكالات الفضاء في منطقة الشرق الاوسط، وجاءت الجلسة الثالثة عن تمويل مشاريع الفضاء في منطقة الشرق الأوسط، فيما جاءت الجلسة الرابعة بعنوان لمحة عن النظام البيئي الفضائي المتكامل في سلطنة عمان: فرص التعاون والاستثمار
المعرض المصاحب
وعلى هامش المؤتمر أقيم معرض ضم أكثر من 25 شركة محلية وعالمية متخصصة في تقنيات وعلوم الفضاء، بهدف جمع مقدمي ومستخدمي الخدمات والتقنيات لتبادل الخبرات وبناء الشراكات الفاعلة بين الفاعلين في سلسة الإمداد للقطاع، إلى جانب جذب الفرص الاستثمارية وإقامة شراكات تجارية جديدة ونشر الوعي حول التقدم التكنولوجي في صناعة قطاع الفضاء.