دعماً للشباب العُماني، أم دعماً للشركات…؟!
سليمان بن سعيد بن زهران العبري
لقد حرصت حكومتنا الحكيمة واهتمت بالشبيبة العُمانية؛ ليعيشوا سعداء، وحياة كريمة مع أسرهم في منزل يأويهم بدعم حكومي، يتمثل الدعم في الحصول على الأرض المناسبة كما اعتمدتها الحكومة بمتوسط مساحة ٦٠٠ متر مربع، وبدعم مالي للبناء بدون فوائد، فقط رسوم إدارية كنظام القرض الإسكاني الحكومي وبخصم شهري بسيط لا يؤثر على الراتب.
كل ذلك الإهتمام والتسهيلات والتوجيهات الحكومية لأجل أن لا يتكلف الشباب فوق طاقتهم، وأن يعيشوا حياة كريمة بلا ضغوطات مالية أو تأثر في الالتزامات الأخرى؛ لكن للأسف الأنظمة الحديثة عكس ذلك، فهي لا تخدم الشباب العُماني نهائياً؛ بل تخدم الشركات وفي صالح الشركات، فأخذت تفكر كيف تستغل الشباب لا أن تساندهم وتعينهم، كل العروض للشباب بأسعار خيالية مقابل شقة صغيرة جداً؛ فهل هذا هو التخطيط السليم للأسرة العُمانية؟! كيف سيعيش طول حياته في شقة صغيرة؟ من الذي خطط واقترح؟! هل هو عُماني؟! وإن كان عُمانيا، هل يرضى يعيش وأسرته في شقة من غرفتين أو ثلاث وبسعر ثلاثة أضعاف فيلا؟! أين الدعم والتشجيع للشباب العُماني، أين حقوقهم من الأرض، أين حقوقهم من التمويل الإسكاني العُماني طويل الأمد؟!
بالمختصر إنه ليس دعماً للشباب العُماني، إنه استغلال وتجارة لصالح الشركات والمقاولات، وعلى الجهات الحكومية المعنية الحريصة لدعم ومساندة الشباب العُماني أن يراجعوا الأمر من جميع جوانبه، وإعطاء الشباب العُماني حقوقهم بعيداً عن الحسابات التجارية إن كانوا فعلاً يرغبون تحقيق الدعم، أما ما علمناه فهو خلاف ذلك!
المقترح تخصيص مخططات خاصة توزع الأراضي للشباب العماني، وفي نفس الوقت تقديم تسهيلات التمويل الإسكاني الحكومي بدون فوائد، وكما عهدناه سابقا تكفي لبناء مساحة ٣٠٠ متر على الأقل إلى ٤٠٠ متر، بحيث يكون الخصم لا يتجاوز ١٥% من الراتب؛ لكي يتحقق الدعم الفعلي الحقيقي للشباب العُماني ليعيش وأسرته العيش الصحي الكريم الآمن، ويعيش أطفاله كما يجب أن يعيشوا لا أن يجبروا في العيش في شقق ضيقة صغيرة بلا متنفس ولا مجال للتوسع المستقبلي والتكلفة بالضعف.
إن البيت العُماني كان ولا يزال وسيظل بمواصفاته ومتطلباته واحتياجاته ومرافقه، وما يدعيه بعضهم من مرافق أخرى ما هي إلا كماليات في غنى عنها لاسيما للأسر محدودة الدخل) فالأولوية لإتساع المنزل وراحة الأسرة بدلا من مرافق الكماليات الإجبارية، كحوض السباحة والصالات الرياضية والمول والمرافق الترفيهية العامة التي تضاعف التكلفة وتثقل على الشباب العُماني محدودي الدخل، فنأمل إعادة النظر من كل الجوانب، فحكومتنا الحكيمة الرشيدة يهمها أولا سعادة وراحة واستقرار الأسرة العُمانية، وبالله التوفيق.