2024
Adsense
مقالات صحفية

صوت الحق

‏راشد بن حميد الراشدي

هو صوت الشرفاء الأحرار، وصوت الحقيقة المطلقة، وصوت الشعوب المحبة للسلام، وصوت القيم والمبادئ الإسلامية والعربية التي حكمت العالم بسماحة دينها القويم وأخلاق النبوة نحو عيش كريم للشعوب في الدنيا وفوزا عظيماً في الآخرة، فسلطنة عُمان دولة لم تدنسها الخبائث ولم يسمع عنها غير الصلاح رغم أنوف المشككين الذين تفيض آنيتهم بما يحملون من كراهية للبشر؛ فعاثوا في الأرض فساداً واستعلاءً بحجج واهية واحتلال غاشم لا يرعى في طفل ولا شيخ ولا مسالم إلاًّ ولا ذمة، إلى أن وصب عليه جام شره فقتل من قتل وشرد من شرد وهو يواصل عنجهيته وغروره باستعلاء.
وعندما تنطق الشعوب في وجهه بكلمة الحق يستشيط غضبه ويتمادى في أمره، وكأن بلدان العالم الحرة ملك يديه تأتمر بأمره وتنصب شراكها مع شراك ظلمه وظلالته وعدوانه على المظلوم، المغلوب على أمره الانقياد لإرادته.
فبلادي سلطنة عُمان حرة أبيّة سعت منذ عقود مضت نحو السلام في جميع القضايا والأحداث التي مرت؛ فقد نصحت وتبادلت كل أطراف الحديث لفض النزاعات بحلول سلمية تجنب المنطقة والعالم ويلات الحروب، ولكن من يريد استمرارها لا يريد السلام أبدا، ولا يريد الاستماع لصوت العقل والصلاح؛ فكانت سلطنة عُمان هي الجسر الذي تلتقي وتعبر من خلاله جميع الاتفاقيات والحلول السلمية العربية والإسلامية والدولية؛ لأنها بلد السلام وسياستها واحدة لم تتغير منذ قرون في الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف بحلول سلمية، فهي مع الحق أينما كان، ومع هذه المرحلة الحاسمة التي تمحصت فيها الكثير من القضايا والرؤى وخاصة قضية فلسطين حيث كانت عُمان مساندة لجميع اتفاقيات السلام التي وقعت، وتنكرها دولة إسرائيل المحتلة وتخون جميع عهودها السابقة بالنقض وتدعمها في ذلك جميع دول الشر وبقباحة أمام مسمع ومرأى العالم أجمع، وذلك من خلال دعمها في الأمم المتحدة والهيئات الدولية، وكذلك دعمها بالعدة والعتاد وبأحدث أسلحة الدمار وتريد اليوم من دول العالم التي وعت ولله الحمد ما يحدث في فلسطين من قتلٍ وتهجير وتدمير، ووعت بأن أصحاب الحق هم أصحاب الأرض، ولن يكون للمحتل وجود بإذن الله.
إن الموقف الحكومي والشعبي وعلماء الدين والشرفاء في عُمان هو موقف واحد؛ فهو موقف الحق الذي يساند صاحب الأرض في الحصول على حقه قريباً بإذن الله، فصدحت سلطنة عُمان بقول الحق على أفعال بنو صهيون المجرمين في معظم المنابر الحرة لكي تبرء ذمتها أمام الله بالمطالبة الجادة بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين من السجون وإعطاء الفلسطينين حريتهم في حياة كريمة ودولة مستقلة عاصمتها القدس، ومحاكمة مجرمي الحرب الدامية لعنهم الله.
هذا الموقف المشرف لعُمان الذي استفز دولة الاحتلال اليوم هو موقف النبلاء الأحرار الذين لا يرضون بالظلم والعار، وبأن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام عدو غاشم، فالأيام ستثبت أن سلطنة عُمان كانت مع الحق كما أثبتت مواقف كثيرة من قبل كما كانت مع الحق، ومع الحلول المناسبة التي تقي المنطقة والعالم ويلات الحروب والغطرسة والاعتزاز بالقوة الواهية التي تقهقرت مع أول رصاصة حرب.
اليوم أقول كفوا ألسنتكم، واسكتوا أفواهكم عن بلادي؛ فهي تسير دوماً إلى مرافئ الأمان، إن كنتم تبتغون إليها سبيلا فقد أثبتت عُمان وستثبت لكم صدق مواقفها التي تدعمها إرادة الله وإرادة سياسية صلبة، وشعب أبي صامد يؤمن بالله ورسوله، وخُلِقهِ القرآن ووطنه مجد شامخ من الأزمان؛ فهو سليل إمبراطورية حفظ لها التاريخ ودا في ذاكرته التي امتدت حضارتها إلى بقاع العالم أجمع، وستظل وطنًا آمناً بإذن الله، لا ينشد إلا الخير والسلام لجميع الشعوب؛ فهو لم يدنس يديه بفتنة من فتن الدهر حوله، ولا بحرب غاشم ولا بكلمة باطلة.
سر يا وطني نحو عليائك تحفك عناية الله وسلطاناً ماجد وشعب محُب للسلام يُعبر عن الحرية أينما وجدت، ودع العواء للكلاب في الطريق فقريبا ستلقم الحجر.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وجعلها منبراً يصدح بالحق، ووطناً يسعى للسلام؛ فلا نضال إلا مع صاحب الحق، ولتعش فلسطين بإذن الله أبية منتصرة تدعمها إرادة الله، ومقاومة باسلة لشعب حُرٍ عزيز؛ فعمان هي صوت الحق في وجه الباطل.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights