سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
الشعر

نزوى سعاد كل شاعر مغرم

ماجد بن خميس الصباري

لِكُلٍّ سُعادُ البَينِ إلّا سُعادِيَا
عُمانِيّةً ما بانَ عنها وُدادِيا

ولا هيَ بانتْ مثلَ بَينِ سُعادِهِمْ
ولا أنَا إلَّاها وهبتُ غرامِيا

سُعادي وما أدراكمُ كيف حبُّها
يُلاطِفُني مُذْ كنتُ طِفلا وحالِيا

ألا هيَ نزوى المكرماتُ جميعُها
ألا بيضةَ الإسلامِ أعني دِيارِيا

وعاصمة الإسلامِ أيَّ ثقافةٍ
حوت أرضُها فِقهًا وعلمًا ونادِيا

بطِينَتِها صاغ الإلَهُ مناقِبًا
وأَعلى بها شأنًا وعزَّ مُقامِيا

وإنْ قلتُ بينَ العالَمينَ بأنَّها
بلادي رأوْني شامخَ الهامِ عالِيا

فِداها حياتِي والفؤادُ ونبضُهُ
وكلُّ الذي ما كانَ عندِيَ غالِيَا

يقولونَ نزوى قلتُ تلك حبيبتي
وروحي وأشواقي ونبضُ فؤادِيا

وإنّي فتاها الصّبُّ لستُ بتاركٍ
هواها إلى أخرى فنزوى انتمائِيا

وإنّي لَغِرِّيدٌ بحبي لأرضِها
ولا فخرَ يعلو قولَ : نزوى بلادِيا

وقلعتُها الشَّهباءُ كم باتَ ظِلُّها
يقُصُّ لنا أيّامَ مَجدٍ خوالِيا

وجامِعُها ذاكَ المُغيريْ إمامُهُ
يُرتِّلُ آياتٍ ويصبحُ شادِيا

يُخرّجُ طلابًا همُ اليومَ سادةٌ
وأهلَ علومٍ للزّمانِ وقاضِيَا

فمُنَّ عليهم يا إلهي برحمةٍ
وباركْ لهم للخيرِ مَنْ ظلَّ ساعِيا

وكم حمَّلَ الهِجرِيُّ حينَ نُزُولِهِ
تحيَّاتِ رضوى دامَ في العزِّ جارِيا

وكَلْبُوهْ وادٍ يُقرئُ النَّبتَ خِصبُه
وسَعدٌ لذي زرعٍ إذا قامَ ساقِيا

وكمْ قد حكى التّاريخُ عدلَ إمامِها
وعن علمِ أهليها وهذي كما هِيَا

إذا ما تشاءُ الصِّدقَ يَمِّمْ لسُوقِها
وحارَةِ عَقْرٍ تلقَ فيها الأمانِيا

شبابٌ بها من خِيرةِ القومِ عمَّروا
وشادوا الذي قد كانَ بالأمسِ بالِيا

لهمْ هِممٌ قَعسَا ورُوحُ مُجاهِدٍ
وعزمٌ به عمَّ الضِّياءُ الليالِيا

تحرَّكتِ النّسماءُ صوبَ رياضِهم
فأثمرتِ الخيرَ الذي ثَمَّ دانِيا

تجِدْ سورَها العالي المُطرَّزَ هِمَّةً
يحيطُ بجنَّاتٍ ويمنعُ غازِيا

ويوصِلُك الماضي التَّليدَ بدهشةٍ
وتسمعُ أنغامًا سَكَنَّ السَّواقِيا

يُسامِرُكَ النّخلُ البواسقُ في العُلا
وتشربُ بُنًّا في مكانِكَ آتِيا

وعندَ أناةٍ أوَّلُ السَّعدِ قهوةٌ
وفي أثَرٍ ترتاحُ عينُكَ ثانِيا

وفيها مقامُ السّائحينَ مُكرَّمٌ
وبسمةُ أهليها تُزيلُ المآسِيا

بها مِنْ صُنوفُ المُمتِعاتِ سوانحٌ
وبُغيةُ من يبغي الأمورَ العواليَا

بها نزلُ البُستانِ يبعثُ راحةً
ودُكانُ أيامٍ مَررنَ خِلالِيا

بها مسجدٌ مِحرابُه هوَ تُحفةٌ
يُحيِّرُ منكَ الوصفَ مثلَ مجازِيا

بها خيرُ تُجَّارٍ بماءِ جبينِهمْ
ينالونَ رِزقًا لم يمُدُّوا الأيادِيا

وفي الجبلِ العالي لَجَوُّ سعادةٍ
إليهِ مسيري ما يضيقُ ردائِيا

فما أجملَ النّسماءَ فيهِ وإنَّني
لَمُزجٍ إليهِ كالسّحابِ ثنائِيا

وعندَك بُنُّ الكَيفِ فيهِ مساحةٌ
لمَن ألقَتِ الدُّنيا عليهِ المآسِيا

وهذي قُراها أذكرُ البعضَ سائلاً
لها اللهَ مِمَّا يُجزلُ الخيرَ جازِيا

فمنها تَنوفٌ باركَ اللهُ أرضَها
بها السّالمِي أفضى إلى اللهِ سامِيا

بها رحمةُ الله عليهِ بسالمٍ
له الأمرُ معصوبٌ إمامًا وقاضِيا

وفي كمَةٍ وادٍ إذا سالَ دارسٌ
خصيبٌ بهِ لا محلَ ثمَّةَ دانِيا

وهذا سُمَيطٌ فيه قومٌ أحبَّةٌ
وغُبرَتُها سُكنايَ منها انبعاثِيا

وفي الرّحبَةِ الأحبابُ أهلُ تَفرُّدٍ
كرامٌ ثراها ضمَّ عنِّيَ غالِيا

ولَجُّوتُ كمْ من ذِكرياتٍ جميلةٍ
تُلاطِفُ روحي حينَ ألقى صحابِيا

وفي المَرفَعِ الغالي الحَبيبُ مُقامُه
أبَثّ لهُ مِن ذا المقامِ سلامِيا

وفي دارسٍ كمْ عالِمٍ مُتواضِعٍ
وفي مَدَّةِ الأنوارِ صاحٍ حلا لِيَا

وفي الغَنْتَقِ المَملوءِ فيضَ محبّةٍ
بساتينُ نخلٍ قد أسَرنَ خَيالِيا

وقلبي بحيِّ العينِ عاش مُتيَّمًا
وعادَ بمَنْ فيهِ أُحِبُّ شبابِيا

سلامِي لِحَيِّ العَينِ ما هبَّتِ الصَّبا
وخَضرائهِ كم كانَ منها ارتوائِيا

وإنَّ بِفَرقٍ يفرقُ المرءُ حبّها
لفضل أهاليها وفيها خوالِيا

وفي بُركةِ المَوزِ الجميلةِ جنَّةٌ
وصارَ زمانُ القُربِ فيها ورائِيَا

وذا الجبلُ المُخضَرُّ فيه نسائمٌ
وسِحرٌ حلالٌ يمنةً وشمالِيا

وفيها كثيرٌ من قُرى ومَحاسِنٌ
ولولا اشتغالِي لم أُقصِّر ثنائِيا

ولَكِنَّني لو لمْ أقصّ محبَّتي
لنزوى وربِّي ما استقامَتْ لسانِيا

وإنِّيَ في هذا المقامِ لشاكرٌ
إلَهي على هذي البلادِ علانِيا

وأرفعُ في هامِ السّماءِ قصائدي
وفي مدحِ هذي الأرضِ كانَ اكتمالِيا

وإنِّي امرؤٌ ما كلُّ شيءٍ يشُدُّني
ولكنَّ نزوى الحُبَّ مرَّتْ خِلالِيا

وألقَت بروحي وَحيَ نُبلٍ وراحةً
بُعَيدَ حبيبٍ في الحياة نسانِيا

وها هِيَ نزوى أرضُ طُهْرٍ مقامُها
كبَكَّةَ عندَ اللهِ لستُ مُغالِيا

فكمْ قد حكى التَّاريخُ عدلَ إمامِها
وكمْ عاشَ فيها عالمٌ ليسَ لاهِيا

وكمْ نزلَ الوادي بأيدِي تضرُّعٍ
وكمْ مِن كراماتٍ رددنَ العوادِيا

وإنّ أحِبّائي بها وأَعِزَّتي
وأهلي وأصحابي وأهلُ ودادِيا

وفيها مودَّاتي رَتَعنَ بِحُبِّها
فأُغرِمْنَ فيها أنْ وَجدنَ الأمانِيا

ومهما بأشعاري مدحتُ فلا أفِي
لها حقَّها إنْ كنتُ بالفضلِ جازِيَا

ولَكِنَّني لا شكَّ شخصٌ مُتَيّمٌ
بها لا يرومُ البُعدُ عنها فؤادِيا

يخالطُ نبضِي حبُّها فكأنَّهُ
طبيبٌ إذا يومًا طلبتُ المُداوِيَا

وفي كلِّ أرضٍ أو مكانٍ خطوتُه
يقُولونَ نَزوِيٌّ وذاكَ انتسابِيا

وفي نبضِ قلبي دون شكٍّ غرامُها
وإنْ قلتُ أشعاري فنزوى شِعارِيَا

ومهما قسا عيشي فلستُ مُغادِرًا
فإمِّا بها أحيا وإمّا مماتِيا

سلامٌ على نزوى سلامًا مُحمَّلًا
بحبي وإخلاصي وبيضِ حمامِيا

رضاكَ إلَهِي عن أئمَّةِ عدلِها
ورُحماكَ عمَّنْ أصبحَ اليومَ ثاوِيَا

وحوراؤُها عندَ النّسائِمِ عُمِّمَتْ
سحائبَ خيرٍ تستَهيمُ الفيافِيا

سَقاها إلهي كلّ يومٍ وليلةٍ
برَحمَتهِ والخيرَ أعطى سُعادِيَا

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights