هل ذهبت الدراما العُمانية مع الريح؟!
سالمة بنت هلال بن ناصر الراسبية
باحثة تربوية وكاتبة
حينما تعزف الريح أحد المسلسلات العُمانية للمخرج يوسف البلوشي التي جذبت شريحة كبيرة من فناني دول الخليج، فأصبحنا قاب قوسين أو أدنى، حتى كاد الحلم أن يصبح حقيقة؛ وهي أن نرى عودة الدراما مرة أخرى إلى المقدمة، وهذا ما يذكرنا بأيام الزمن الجميل حيث المسلسلات العُمانية، “سعيد وسعيدة، والفاغور، وعُمان في التاريخ”، وغيرها التي أثبتت نجاحًا ومتابعة كبيرة من العُمانيين، حيث تعكس لنا مسلسلات حياة المواطن البسيط وآماله وطموحاته، وتعالج قضايا إجتماعية.
وفعلاً هذا ما كنا ننتظره من خلال النصوص التي قدمناها للجنة المشرفة على قراءة النصوص الدرامية، ومن ضمنها أحد النصوص التي كتبتها والمكونة من 30 حلقة، وعرضت أول 5 حلقات على عدة مخرجين وأشادوا بالنص، والذي تطرقت فيه لعدة قضايا اجتماعية ومعيشية واقتصادية، وتطرقت أيضًا إلى تعزيز السياحة والاستثمار، والنص يعكس مدى حب العُمانيين لأرضهم ومزارعهم واستثمارها في إنعاش الاقتصاد؛ ولكن حتى الآن وأنا أكتب هذا المقال لم يتم الرد برد واضح، وأغلب الردود كبث الرماد في العيون!
حقيقة أن الأمر محزن جدا، هذا ونحن نعيش في ظل الحكومة الرشيدة لمولانا السلطان هيثم حفظه الله ورعاه؛ فالدراما مهما كانت تمثل لنا رمزية وطنية تضرب جذورها في أعماق كل مواطن، وتوصل صوته، وتحكي تجربته، وتطبطب على جراحه في كثير من الأحيان، وأكثر ما أحزنني وأثار شجوني مقال في إحدى الصحف المحلية، فقد تطرق الكاتب لتجربة المخرج الكبير والفنان يوسف البلوشي، المالك لشركة الكهف الأزرق، وهي من أكبر شركات الإنتاج في سلطنة عُمان، حيث ذكر في لعدم تلقيه عرض بتصوير وإخراج أي مسلسل بالرغم من مسيرته الفنية الإخراجية المشرفة، وتطرق إلى ندرة المسلسلات التي يتم إنتاجها في السنوات الأخيرة، وأكد إلى ضرورة الأخذ بالنصوص القوية التي تم تقديمها من الكتاب وأصحاب الأقلام المؤثرة.
كما أشارت الفنانة القديرة أمينة عبدالرسول من خلال منبر إذاعي إلى وضع الدراما الحالية، وأنها لم تستغل خريف صلالة بالشكل الحقيقي؛ فلم يتم تصوير أي مسلسل للترويج عن السياحة وزيادة الاستثمار وإنعاش الاقتصاد.
والتجربة التركية في عالم الدراما أقرب مثال، ودورها في إنعاش الاقتصاد؛ حيث تمكنت من جذب رؤوس الأموال والاستثمار في تركيا، وأصبح الملايين منهم وجهتهم الأولى للسياحة والترفيه، ومن هذا المنبر الحر أضم صوتي مع أصوات الإخوة الغيورون على وضع الدراما العُمانية، وأهم ما أطالب به، هو التغيير نحو الأفضل، والعمل على وضع هيكلة إدارية جديدة، وخطة إنتاج أقوى، وضم النصوص القوية إلى خط الإنتاج هذا العام 2024.
وأتوق أن تصل مناشدتي إلى ولي العهد الأمين، السيد ذي اليزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والشباب والرياضة الموقر؛ حيث نرى النور من خلال رؤيته الثاقبة نحو التطوير والتميز، والتقدم الدرامي والثقافي والفني بشكل عام.