مسقط – النبأ
عقدت اليوم (الأربعاء الموافق 6 / 12 /2023م) أعمال ملتقى الجمعيات المهنية الأول ” شراكة وتشبيك”، والذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع عدد من الجمعيات المهنية، وبدعمٍ من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة بيئة، وذلك بمقر مبنى الجمعيات بمرتفعات المطار.
ورعى افتتاح أعمال الملتقى معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي، والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، ورؤساء وأعضاء الجمعيات المهنية في سلطنة عمان، إلى جانب حضور أكثر من 250 مشارك ومشاركة في أعمال هذا الملتقى الذي يؤكد على الأهمية التي تمثّلها هذه الجمعيات المهنية والأدوار الوطنية التي تضطلع بها لدعم مسيرة التنمية المستدامة لسلطنة عُمان في مختلف مجالاتها.
جسرًا مهمًا
وقال الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية في كلمته لراعي الحفل والحضور: إن الملتقى يأتي في توقيت مهم ، وبلادُنا الغالية تخطو خطواتها الحثيثة نحو مزيد من ترجمة أهداف رؤية “عُمان 2040 ” التي حظيت فيها مؤسسات المجتمع بأهمية كبيرة عبر ما وضعته تلك الرؤية من مرتكزات تخصّ دعم المجتمع المدني وتعزيز دوره وإسهامه في مختلف المجالات بما ينعكس على المشاركة في صنع القرار الوطني لبلادنا الحبيبة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.
وأضاف: وقد تجلّت تلك الأهداف التي ركّزت عليها رؤية “عُمان 2040” في هذا الجانب في تعزيز الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني من خلال التعاون والتنسيق لإعداد الخطط والبرامج والمشروعات المتعلّقة بالتنمية المستدامة وجودة الحياة بالإضافة إلى تمثيل مصالح المجتمع والمشاركة المجتمعية، حيث تعد مؤسسات المجتمع المدني ومنها الجمعيات المهنية جسرًا مهمًّا بين الحكومة والمواطنين لتحقيق المشاركة المجتمعية الفاعلة من جهة ونقطة تواصل مع العالم المتقدم من خلال الجمعيات النظيرة في تلك الدول.
دعم التنمية
كما أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية في معرض كلمته بأن جمعيات المجتمع المدني تُسهم وفق اختصاصاتها وأدوارها من خلال برامجها السنوية داخل البلاد وخارجها في دعم التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية ” عُمان 2040″، كما تُسهم في تعزيز الوعي المعرفي والمجتمعي ونشر الثقافة ودعم الابتكار، ورعاية الشباب، وتعزيز المجيدين، وتسعى – في الوقت ذاته- إلى تعزيز أدوار سلطنة عُمان ومشاركتها وتمثيلها أفضل تمثيل إقليميًّا ودوليًّا في المنظمات والجمعيات المشابهة لاختصاصاتها، فكانت نتيجته الكثير من التمثيل العالمي لممثليها في مواقع تلك الجهات في السنوات القريبة الماضية – على سبيل المثال لا الحصر – حصول جمعية الصحفيين العُمانية على مقعد متقدم في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للصحفيين ، ومنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للصحفيين، ومنصب رئاسة الاتحاد الخليجي للصحفيين ، وما حصول الجمعية على هذه المواقع المتقدمة جدًا في هذه المؤسسات الإقليمية والعالمية إلا أكبر دليل على ثقتهم العالية بالإنسان العُماني وقدرته على العمل والعطاء والتميّز .
أهمية الشراكة
واختتم الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية كلمته بأن هذا الملتقى بما يتيحه من فرصة لتبادل الحوار، وعرض التجارب ومناقشة الواقع والتحدّيات ليرسم مسارًا جديدًا للعمل في هذه الجمعيات وفق التوجهات الوطنية بمزيد من التطوير والتعزيز، وبما يتوافق مع أدوارها كأحد متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية لسلطنة عُمان، كما تعكس أهدافه مستوى الإيمان بأهمية الشراكة بين الحكومة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع والثقة بأدوارها، تلك الثقة التي لمسناها جميعًا منذ وقت مبكر في عهد النهضة المباركة للمغفور له مؤسّس عُمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه- ويتضاعف مداها اليوم في عهد النهضة المتجدّدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الأمر الذي يضع القائمين على مجالس إداراتها وجميع منتسبيها أمام مسؤولية عظيمة تُوجب عليهم مضاعفة الجهود التي تقوم بها لتحقيق الأهداف المرجوة منها خلال المرحلة المقبلة بما يمضي في توازن وانسجام مع الأهداف الوطنية في مجالاتها المختلفة.
تعزيز الشراكات
وفي كلمة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال أفاد باسم بن ناصر البطاشي القائم بأعمال مدير عام المسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة بالشركة بأن الشركة منذ تأسيسها على ريادة جهود المسؤولية الاجتماعية في سلطنة عُمان، وأن الدعم الذي تقدمه الشركة للجمعيات والجهات الحكومية المعنية لا ينحصر على توفير المعدات الضرورية التي تؤهل الأشخاص ذوي الإعاقة نحو ممارسة حياتهم اليومية فحسب، بل يشتمل توفير حافلات النقل للجمعيات العاملة بهذا المجال، وتمويل الدورات التدريبية والتأهيلية التي تعمل على دعم الأشخاص، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات المجتمعية مع الجمعيات المتخصصة بهذه الفئة، وتتطلع الشركة إلى مواصلة جهودها لتمويل شتى البرامج والمبادرات بهدف خدمة المجتمع وتحقيق أهدافها نحو ملامسة حياة الناس.
8 أوراق عمل
كما شاهد راعي الحفل والحضور عرض مرئي عن إنجازات الجمعيات المهنية، وعرض مرئي آخر حول الصحافة من المهجر إلى الإعلام الحديث، وشهدت أعمال الملتقى تقديم عدد 8 أوراق عمل منها 4 أوراق عمل في الجلسة الأولى التي حملت عنوان ” مؤسسات المجتمع المدني والعمل التطوعي”، و4 أوراق عمل أخرى في جلسة العمل الثانية وعنوانها ” الإنجازات الوطنية للجمعيات المهنية – تجارب ناجحة”.
تعزيز أدوراها
وانطلقت الجلسة الأولى بورقة عمل عن ” دور وزارة التنمية الاجتماعية في تعزيز أدوار الجمعيات المهنية “، وتناول خلالها محمد بن سعيد المقيمي رئيس قسم الجمعيات المهنية بالوزارة أبرز الجهود لتمكين كيانات العمل الأهلي خلال 2023م كحوكمة قطاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية من خلال توقيع اتفاقية لحوكمة هذا القطاع مع مركز عُمان للحوكمة والاستدامة، وقانوني: الجمعيات الأهلية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 14/2000، وتنظيم العمل الأهلي، ومنصة بوابة المتطوعين في شهر مارس ، والتي تقوم بربط المتطوعين بالجمعيات الخيرية والجهات الأخرى، بما يمكنها من إدارة العملية التطوعية بشكل منظم وفعّال من خلال توفير قاعدة بيانات، ومنصة جُود للأعمال الخيرية في أكتوبر والتي تسعى إلى خدمة الجمعيات والفرق التطوعية في سلطنة عُمان عبر التسهيل للمتبرعين ؛ للوصول إلى كافة الجمعيات والفرق الخيرية في منصة موحدة دون الحاجة إلى زيارة كل جمعية.
وأكد طالب بن سيف الضباري أمين سر جمعية الصحفيين العمانية في ورقة العمل الثانية بعنوان ” مؤسسات المجتمع المدني ودورها المساند للدور الحكومي.. جمعية الصحفيين إنموذجًا ” على أهمية مؤسسات المجتمع المدني التي أرادت لها الحكومة مع نهاية تسعينات القرن الماضي أن تكون شريكًا فاعلًا وأساسيًا ومكملة لدورها في خدمة مسيرة التنمية بصفة عامة والمجتمع بصفة خاصة ، وذلك انطلاقاً من أهميتها في التفاعل الإيجابي السريع ، والاستفادة من الخبرات التي تنضوي تحت مظلة العديد من المؤسسات بتخصصاتها المختلفة ، وتمثّل ركيزة هامة من ركائز مسارات العمل الوطني المتعدّد ولتساعدها في تنفيذ خططها وبرامجها الموجهة لأفراد المجتمع أو تلك التي تحمل رسائل عمان إلى العالم ، وتطرق الضباري إلى فكرة تأسيس جمعية الصحفيين العمانية وتحديات إشهارها ودورها المساند للجهد الحكومي من حيث الدفاع عن حقوق الصحفيين ومصالحهم بما يمكنهم من أداء رسائلهم على الوجه الأمثل وفقًا للقوانين المعمول بها في سلطنة عمان ، والارتقاء بالمستوى الثقافي والمهني للصحفيين عن طريق عقد الدورات ، ودعم وتوطيد العلاقات بين أعضاء الجمعية والصحفيين العاملين في صحف العالم ن والاهتمام بالكوادر الصحفية وتشجيعها في مجال العمل الصحفي.
وفي ورقة العمل الثالثة بشأن مبادرات مؤسسات المجتمع المدني استعرض دريد بن مانع السعدون مبادرة ” فك كربة نموذجًا” من حيث فكرة المبادرة، وهدفها المتمثل في جمع التبرعات المالية من المؤسسات والأفراد لفك أسر المعسرين القابعين في السجون بسبب مطالبات مترتبة عليهم في القضايا المدنية، والتجارية، والشرعية، والعمالية”، وشروط الاستفادة من المبادرة كأن يكون المعسر محبوسًا أو صدر بحقه أمر حبس، وعدم الاستفادة من المبادرة خلال نسخها السابقة، وأن يكون الدين مرتبط بالقضايا التي تخدمها المبادرة، وكذلك ألا يتجاوز مجموع المطالبات مبلغ 2,000 ريال عُماني للمعسر الواحد في حالة وجود أكثر من مطالبة ضده، وأن تكون الأولوية في السداد للمطالبة الأقل ثم الأكثر، وللأكبر سنًا ثم الأصغر، إلى جانب استيفاء الحالات المستوفية للشروط من مجلس الشؤون الإدارية للقضاء ” الإدارة العامة للتنفيذ” ولا تُقبل الطلبات الفردية، واستعرض المحامي أهم منجزات مبادرة “فك كربة” منذ انطلاقتها في عام 2012 وصولًا إلى نسختها الرابعة في عام 2017م وما صاحبها من معارض قانونية توعوية في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
شراكة المحافظات
واختتمت جلسة الملتقى الأولى بورقة عمل تطرقت لتجربة الشراكة مع المحافظات بعنوان ” اصنع فيلمك في عمان”، حيث تحدث محمد بن عبدالله العجمي أمين سر الجمعية العمانية للسينما حول استضافة رؤساء شركات الإنتاج السينمائي ونقاد سينمائيين ومخرجين في العالم، وتنفيذ عدد من الفعاليات السينمائية، وإقامة الملتقيات والمهرجانات في المحافظات، والفعاليات المسرحية والغنائية العالمية، وإنشاء مدينة إعلامية بهدف أن تكون سلطنة عُمان إحدى الدول التي تتجه إليها شركات الإنتاج الفني العالمية، وأن يتم تصوير أفلام لا تقل عن 25 فيلمًا سينمائيًا عبر الاستفادة من العنصر البشري الفني والمواقع الطبيعية والجغرافية للبلاد.
تجارب ناجحة
وفي الجلسة العمل الثانية بعنوان ” الإنجازات الوطنية للجمعيات المهنية ” قدم الدكتور عامر العيسري في ورقة العمل (منجزات الجمعية العمانية للكتاب ” الشراكة، والتوسع، والأثر”) نبذة عن الجمعية والتعريف بأهدافها كونها إحدى مؤسسات المجتمع المدني العُماني ، وتهدف إلى الإسهام في الحركة الأدبية والفكرية بسلطنة عُمان، والحث على روح العمل التطوعي في مجالات الثقافة والأدب وتبنيها، ودعم حرية الفكر وتشجيع لغة الحوار والدفاع عن حقوق الكاتب، وتتوسع الجمعية من خلال أفرعها ولجانها في مختلف المحافظات، وللجمعية العديد من الشراكات مع مختلف المؤسسات الحكومي كوزارات: التنمية الاجتماعية، والتربية والتعليم، والإعلام، والثقافة والرياضة والشباب، وجائزتي الجمعية للكتاب والأدباء للإبداع الأدبي لطلبة المدارس وطلبة التعليم العالي، وتعمل الجمعية على تشجيع المثقفين العمانيين على المشاركات الدولية والإقليمية.
تلاها ورقة العمل الثانية بعنوان (إنجازات الجمعية العمانية لإدارة الموارد البشرية ” الشراكة والمجتمع”) ، وقد استعرضت عبرها مريم بنت خليفة العامرية عضوة مجلس إدارة الجمعية ما تقوم به الجمعية لتقديم خدمات التمكين ورفع كفاءة الموارد البشرية وتهيئتها لمتغيرات سوق العمل بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ومحترفي الموارد البشرية ، وتعمل الجمعية على تقييم الموارد البشرية وتقديم الدورات التدريبية للموارد البشرية لرفع كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية ، وتقديم الاستشارات للشركات الصغيرة والمتوسطة فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية ، والتعاقد مع المؤسسات الجامعية لتقديم خدمات وشروحات للمسارات الوظيفية والتخصصية ، وتقديم التقارير والدراسات العالمية المعنية بالموارد البشرية ، وبناء استراتيجيات وسياسات الموارد البشرية ، إلى جانب عقد الفعاليات والمؤتمرات العالمية التي من شأنها مشاركة تجارب وخبرات الشركات الخبيرة مع المؤسسات الأخرى، ثم ورقة العمل الثالثة حول ” التحول الرقمي في مؤسسات المجتمع المدني: التحديات والحلول” أوضح من خلالها فيصل البلوشي رؤية وأهداف الجمعية العُمانية لتقنيات التعليم ، والمتمثّلة في دمج التقانة في التعليم، وبناء القدرات، والشراكات، والبحث والابتكار، وبناء المجتمع، واستعرض مبادرات الجمعية كمبادرة ” ماضون فكرًا”، والتي تهدف إلى غرس ثقافة التعليم عن بُعد لمعلمي سلطنة عُمان وطلابها، وتمكينهم لمجابهة جميع التحديات التي تعيق العملية التعليمية، ومبادرات بشراكة استراتيجية بالتعاون مع منظمات عالمية عالية المستوى كمبادرة منصتي: “كورسيرا” (COURSERA)، و” إي دي أكس” (Edx)، ومنصة جو بابل (GoBubble) الإلكترونية المحلية، ومبادرة تأهيل 1000 متدرب عماني بمناسبة العيد الوطني وغيرها من المبادرات، كما أن للجمعية العديد من الشراكات الدولية مع كبار الشركات المختصة بالأنظمة الإلكترونية، ومؤسسات التعليم العالي الدولية والمحلية، وتشارك الجمعية في المعارض والمؤتمرات التعليمية الدولية والمحلية كمعرض جيدكس 2021، وكومكس وغيرها، وللجمعية العديد من المشاريع منها: برنامج ” مُبادِرة” لتمكين عضوات جمعيات المرأة العُمانية رقميًا، والمنصات التعليمية، وتحليل المشاريع التقنية، والتحوّل الرقمي، ومشروع المهارات الرقمية لمعلمي المدارس.
واختتمت هذه الجلسة بتقديم ورقة العمل الرابعة عن ” جمعية المهندسين العمانية ” حقائق وأرقام “، وتناول خلالها المهندس محمد بن هاشل الريامي أمين عام جمعية المهندسين العمانية الركائز الاستراتيجية للجمعية المتمثلة في: الهندسة، والمهندسون، والاستدامة المالية، والتطوير الداخلي، وأيضًا الأهداف الاستراتيجية للجمعية كتعزيز الممارسات الهندسية في مختلف القطاعات ، والمساهمة في وضع القوانين والتشريعات التي تنظم ممارسة مهنة الهندسة ، وضمان مخرجات هندسية آمنة وعالية الجودة ، وتشجيع الإبداع والابتكار والبحث والتطوير في مختلف القطاعات الهندسية ، وغيرها .
