عبر الطرق الجبلية القديمة .. الرحّال عبدالعزيز الكيومي يقطع 100 كم من قمة جبل شمس حتى ساحل الباطنة
المغامرة لها أهداف وأبعاد جغرافية وتاريخية وسياحية ورياضية

كتب – سيف الغافري
تمكن الرحّال والمغامر عبدالعزيز بن راشد الكيومي من ولاية السويق من قطع مسافة 100 كيلومترا مشيا على الأقدام في مغامرة جبلية تُعدّ الأولى من نوعها بدأها من قمة الرادار بجبل شمس بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية حتى ساحل الباطنة بولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة على مدى يومين ونصف اليوم .
وحول هذه المغامرة عبر الرحّال والمغامر عبدالعزيز الكيومي عن سعادته بتحقيق هذا الإنجاز فقال: بداية الحمد لله سبحانه وتعالى الذي وفقني في تحقيق هذا الإنجاز حيث كانت بداية مسار المغامرة من قمة الرادار بجبل شمس وصولا إلى ساحل الباطنة عبر الطرق الجبلية القديمة التي سلكها الآباء والأجداد في الماضي وبطبيعة الحال واجهت الكثير من التحديات والصعوبات ولكن بالعزيمة والإصرار تمكنت من التغلب عليها وانجزت المهمة بكل نجاح.
وأضاف بأن هذه المغامرة اعتمدت على أهداف وأبعاد جغرافية وتاريخية وسياحية ورياضية فأنا كمتخصص في الجغرافيا استمتع برؤية تنوع التضاريس من قمة عمان إلى ساحلها حيث الجبال والأودية والسهول وصولاً إلى ساحل البحر ، إضافة إلى تنوع النباتات الطبيعية من أشجار العلعلان والعتم والبوت ثم أنواع أخرى من النباتات في السهل وهذا يعتمد على المناخ ، والأبعاد التاريخية تتمثل في ارتباط الإنسان العماني القديم بمختلف هذه المناطق حيث كان هناك تبادل تجاري بين أهل الجبل وأهل السهل والساحل ومعظم الرحلات والقوافل التجارية كانت راجلة من خلال المشي وسلك الطرق الجبلية القديمة ، وتمثلت الأبعاد السياحية في الترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها المناطق الجبلية والأودية والسهول.
وعن أبرز المحطات التي مرت بها المغامرة قال: في اليوم الأول بدأت المشي بعد صلاة الفجر من قمه الرادار بجبل شمس حتى عقبة يصب بوادي السحتن ثم المبيت قبل قرية القبيل بوادي بني غافر ، وواصلت المسير في اليوم الثاني من قرية القبيل مرورا بقرى وادي بني غافر ثم قرى وادي بني هني وقرى نيابة الحوقين وكان المبيت في منطقة كبيجه بالحوقين ، وفي اليوم الثالث واصلت المسير لساحل الباطنة بولاية السويق.
وأشار عبدالعزيز الكيومي بأنه يحرص دائما على توثيق رحلاته ومساراته الجبلية بالكلمة والصورة والمحتوى المرئي والتركيز على أسماء الأماكن والطرق التي يسلكها لأن هذه الأسماء ستندثر مع مرور الأيام وستصبح شيء من الماضي مع تعاقب الأجيال وهناك الكثير من الشباب لا يعرفون أسماء الطرق وأماكن وجود موارد المياه في المناطق الجبلية وهدفي من توثيقها ليستفيد منها محبي رياضة المغامرة والهايكنج وكذلك الأجيال القادمة.
وأضاف بأن هناك الكثير من الأشياء التي تجذبني نحو الجبال أهمها: الهواء النقي ، تنوع المناخ والتضاريس ، تنوع الأشجار والنباتات ، وحياة الناس وطبيعتهم كل ذلك يستهويني وأصبحت عاشقا ومغرما بحياة الجبال ، وانصح محبي وهواة رياضة المغامرات والهايكنج عبر المسارات الجبلية أخذ احتياطات الأمن والسلامة ولا بد من وجود دليل ذو معرفة ودراية بالطرق الجبلية ، التزود بالماء والتغذية الكافية ، عصا الهايكنج ، وعدة المشي تكون ذات جودة.
الجدير بالذكر أن الرحّال عبدالعزيز الكيومي كانت بداياته مع هذه الرياضة قبل حوالي 15 سنة فكان أول مسار له عبر الطرق الجبلية من قرية وكان بوادي مستل إلى ولاية الجبل الأخضر وبعد ذلك توالت المسارات حيث سلك العديد من الطرق الجبلية في وادي السحتن ووادي بني غافر ووادي بني خروص ووادي مستل ، كما زار أكثر من ٢٥ دولة واعتمد في معظم رحلاته على المشي والتخييم في كل دولة يزورها.