اشربوا “الكوكاكولا”
“
صالح بن خليفة القرني
لم يعد التسوق سهلاً كما كان؛ فقد كنت تدخل المركز التجاري حاملاً معك قائمة فتشتري ما كتب لك دون أن تبحث عن مصدر المنتج، أو هل يدعم الكيان الغاصب أم لا؟
أما اليوم فالحال اختلف؛ فبعد أن أعلنت بعض العلامات التجارية بكل تبجح ووقاحة دعمها للكيان الصهيوني الغاشم، أصبح علينا واجب أخلاقي أن نبتعد عن اقتناء منتجاتهم وننفر منها إلى الأبد.
إن القول بعدم جدوى المقاطعة نوع من الخور والهزيمة النفسية، والتي يريد المحتل أن تسيطر علينا؛ حتى أن بعض اليهود تحدى أن نستطيع ترك مشروباتهم، وكانت المقاطعة بالفعل، فقد هُجرت تلك المطاعم التي كنت تنتظر فيها بالساعات لتحصل على وجباتهم.
ليست المقاطعة مجرد امتناع مؤقت عن الشراء، ولكنها ينبغي أن تستمر؛ فقد اجتهد البعض في تحديد أصناف من المنتجات البديلة، وبإمكانك البحث عن خيار آخر، فبمجرد امتناعك عن الشراء أنت ساهمت بطريقة أو بأخرى في تقليل معاناة إخواننا المسلمين المرابطين في قطاع غزة، ولقنت تلك الشركات المنافقة درساً لن تنساه.
لا أدري كيف لعاقل أن يثق في هذه الشركات التي لا تستند لمعايير أخلاقية طوال هذه السنين؟! وهل نثق اليوم أن منتجاتها حلال، وأن مكون منتجاتها صحي؟ سيما وأنها تدعم الكيان الغاصب المحتل الظالم؛ فمن يعتمد مبدأ الربح بدون أدنى المعايير الأخلاقية فلا يثق فيه إلا مغفل جاهل.
وبعد أن تبين لنا مرأى العين موقف هذه الشركات واستماتتها لدعم الكيان الصهيوني؛ فما هو مبررنا للشراء؟
لا أجد أي مبرر وصدقوني إن كان لنا موقف موحد في هذا المقاطعة فسنمرغ أنف أمريكا وفتاتها المدللة في التراب، وعندها فقط لن نشرب “الكوكاكولا”، ولو عرضت علينا بغير مقابل.