الشيخ حمير، رجل الرستاق المنتظر
أحمد الحراصي
ربما نحن لا نكتب كثيرًا عن الأشخاص الذين يستحقون الكثير من الكلمات التي ترفع من شأنهم لدى العامة من الناس رغم أنهم لا يحتاجون لذلك ولكنني أرى بأنه ليس إنصافًا منا في ترك كل شيء مكانه وطي صفحاته وكأنها صفحات عابرة نتجاوزها دون أن نقف عندها، كما أنه واجبٌ منا في أن نكتب عنهم ونقول بما شاهدناه كي لا يُعتبر ظلما وإجحافا في حق شخوص كانت ولا تزال تؤدي واجبها لخدمة الوطن والسلطان، ولأننا أيضًا بحاجة إليهم في إيصال صوتنا إلى البعيد الذي لا نستطيع الوصول إليه بأيدينا القصيرة وبأعيننا البصيرة؛ لذا كان لزامًا علينا أن نعطي كل ذي حق حقه وأن نُنزِل الناس مراتبهم الاجتماعية ومستوياتهم العلمية والثقافية.
الشيخ حمير بن ناصر الحراصي -الذي فاز مؤخرًا في عضوية مجلس الشورى بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة برصيد 2911 صوتًا ليتصدر أولًا من مجموعة المترشحين المنافسين في القائمة- واحد من أبرز الشخصيات التي ظهرت مؤخرًا في العديد من المحافل الوطنية وساهمت كغيرها من الشخصيات البارزة في الرقي بهذا الوطن الغالي وساكنيه، فالمعروف كما يُقال لا يُعرَّف؛ فالشيخ حمير هو من الأشخاص الذين أثبتوا وجودهم في المجتمع قبل أن يكون مترشحًا في قبة مجلس الشورى، فقد رعى الكثير من المحافل الوطنية والبطولات الرياضية لاسيما مساهماته المالية في إقامة العرس الجماعي الذي أُقيم عام 2019 والذي احتفلت فيه الرستاق بعرس أكثر من عشرة من معاريسها في تلك الليلة التي غمرها الفرح والسرور على أبناء الولاية، كما أنَّ لديه مساهماته المالية والداعمة لنادي الرستاق وجماهيره ورعايته لبعض البطولات الرياضية في فرق الولاية.
هذا إلى جانب الكثير من الإسهامات في الدعم المادي لأصحاب بعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة وقضاء ديون الناس المعسرة، كذلك جهوده في إنشاء ميدان جماء للرماية، فهو الداعم الأول والمساهم الأكثر في الميدان وكان ولا يزال سبَّاقًا لدعم الشباب فيما تجود به يده من دعم مالي وتشجيع لبذل المزيد من المجهود، فهو إنسان معروف في الولاية وله حضور وبصمة بين العامة كما أنه الرئيس الفخري لمجلس جماهير الرستاق، أضف إلى ذلك، إقامته بعض المسابقات في مركاض العرضة للهجن ورعايته لها، فهو من المحبين والمهتمين بالإبل، ويرى أن الحفاظ عليها موروث شعبي؛ لما فيها من تواصل اجتماعي بين الناس وتنافس شريف والتعرف فيها عن قرب بالسلالات الأصيلة للهجن العمانية خاصةً الباطنية منها.
إن ما ذكرته هنا ليس إلا لمعرفة إن كان هذا الرجل استحق ثقة أبناء الولاية في أن يكون في قبة المجلس، ليس مهمًا أن يكون الشخص متعلمًا وفاهمًا ولديه من الشهادات العلمية الكثير كي يصبح في قبة المجلس، يكفي أن تكون إنسانيًا وشعبيًا ناقلًا معاناة الشعب إلى أولي الأمر، التحدث بلباقة وحسن الحوار ليست بحاجة إلى شهادات علمية وخبرات مكتنزة، فقط شخصية الرجل التي تميل لا إراديًا في خدمة المجتمع حينها يتزن كل شيء في تكوين هذه الشخصية، فأنا لم أعهد هذا الرجل التملص عن الخدمة الاجتماعية والهروب من دوره في تلبية نداء المستغيث، بل كان دائما موجودًا على الدوام، لذلك تجده حاضرًا في جميع المجالات الرياضية منها والثقافية والاجتماعية والتنموية الاقتصادية.
قبل أن أنتهي من كتابة هذا المقال، لديَّ نقطة أحببت توضيحها لمن يرى أنني مدحت الرجل وقصمت ظهره وربما يجد أحدهم إجابة لامتعاضه من تراشق الكلمات في محاولة فاشلة أو ربما تكون ناجحة -من يدري؟- في تقريظ هذا الرجل وأن المقال جاء نتيجة مجاملة لرجل فاز في انتخابات المجلس الأخيرة، اذا أحببتُ القول: نحن لا نحب المدح في أنفسنا فكيف نؤثره على غيرنا؟ لذا نقول كقول نبينا صلى الله عليه وسلم عندما نتحدث في رجل بالخير فإننا نقول في حق هذا الشخص بأننا نحسبه مثل ما قلنا فيه والله حسيبه وعسى أن يكون عند حسن ظننا في خدمة كل ما هو في مصلحة الولاية وأبنائها الكرام.