ما الخبر؟
وداد بنت عبدالله الجابرية
سألتك بالله أخبرني، ما الخبر؟
ما هذه الدماء الجارية كالنهر؟
وما تلك الصخور والألعاب المتناثرة؟
ما الخبر؟
فأصوات النحيب والصراخ من بعيد تنسمع، وأصوات طائرات وصواريخ ترعب المستمع.
فأنا الطفل الذي لا أعلم ما الخبر، نظراتُ عائلتي لن تغيب عن بالي، والحضن الدافئ قد رحل; كنت بين ضحكات وصرخات وملاعبة ودغدغة، لتحتضني أمي فجأةً، لأستمع إلى تلك الصرخات ومناداة يا الله؛ لتقف تلك المناداة بنطق تلك الكلمات،”أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”. فهذه الكلمات استمعت إليها من صرخاتِ أبي وإخوتي، فحينما أفقتُ فأنا بحضن رجل لا أعرفه وهو يطوف بي بين جثمان عائلتي; كنت أعتقد بأنه كابوسا، وحينما أستيقض سيزول، وللأسف لم يكن كابوس وإنما واقع عشتُ فيه ليلة البارحة.
ما الخبر؟
لماذا رجفاتي تزداد كل لحظة؟
نظرتُ لأمي وأبي وإخوتي وهم نائمون، ليغطيهم أولئك الرجال بالغطاء الأبيض.
ودّعت عائلتي بنظراتي… لتمر تلك الليلة وألحق بهم… فماتت طفولتي وطفولة أبناء فلسطين؛ لتموت معنا أحلامنا وآمالنا، لننام ونحن لا نعي شيئًا مما يجري، لننام ونحن أبرياء وشهداء، لنصبح أطفال فلسطين الشهداء وعصافير الجنة، نحن أحباب الله.