درنة تعظ
د. أحمد محمد الشربيني
في مواساة أشقائنا الليبيين شهداء إعصار درنة المدمر
********************
طَامٍ على البُلْدَانِ باللَعَنَاتِ
***غَضبٌ على كَفَّيْهِ وشمُ رُفَاتِ
فإذا تَمطَّى الليلُ يَنْشُدُ فَجْرَه
***لنقولَ للصُّبحِ المُتَّوجِ: هَاتِ
نَصْحُو بلا نُذُرٍ على إعْصَارنا
***لنُصَارعَ الأمواجَ بالأنَّاتِ
طَوْدٌ من الطُّوفانِ ما أَحَطْتُ به
***أرتالُه في الخَسْفِ مُصْطَخِبَاتِ
(دنيالُ) ثُعْبانٌ نَذيرُ فظائعٍ
****هزمَ البَوَارجَ بالخِضَمِّ العَاتِي
قُرْصَانُ تَدْمِيرٍ طَاحُونُ زَوَابعٍ
***عَاتِي الخَرَابِ مُدَجَّجُ المَأْسَاةِ
عَاينْتُه الكابوسَ في نَحْرِ الدُّنا
***هِمْنا على الأَحْوَاشِ مثل قَطاةِ
لنُوَدِّعَ اشلاءَ الشَّوارعِ في الضُّحَى
***ونُكَفِّنَ الأحْبَابَ بالآهَاتِ
يا شطُّ قد جَرَفَ الحدائقَ سَارقٌ
***وعلى السُّدُودِ تخَاتَلتْ طَعنَاتِ
هَذي الشَّواطئ مابَرِحَتْ أرَى بِها
***جُثثَ المُصِيبةِ في النَّوى غَرِقاتِ
حَسْبي هُنا لاقيتُ وَأْدَ طُفُولَةٍ
***في الغَارقين زَكِيَّةِ اللَمَحاتِ
حَسْبِي هُنا عَايَنْتُ فَقْدَ بُعُولةٍ
***في العَالِقين أَبِيَّةِ العَبَراتِ
أَنَّى التفت نَاجيْتُها مطمورةً
***وإذا حَفَرْتُ تَوَسَّلَتْ لِصَلَاتِي
والكَهْلُ ضاعَ فهلْ شَهِدتَ فِدَاءَهُ
***في غَمْرَة الأَوْحَالِ والصَّرَخاتِ
يَقْسُو به مَوْجٌ فينقذُ بِنْتَهُ
***لتفوزَ بالأنْفَاسِ والوُكُناتِ
ولَكَمْ لَمَحْتُ على الرُّكامِ وضَاءَةً
***دَرَجتْ على شَفَتِي في الكَلِمَاتِ
هى مِن حُروفِ اللهِ أولُ لَفْظَةٍ
***بين اللُّحُودِ سَفيرةُ الجَنَّاتِ؟!!
أميّ وألفُ شَهيدةٍ بمدينةٍ
***مُتَشَابهُ الآلامِ والنَّكَباتِ
يا موجُ إني في عَرِينَك فانتشلْ
***غيدَ العَفَافِ غرقن مُفتزعاتِ
فالسَّيلُ والإعصارُ يطعنُ خِلْسَةً
***ويُجَنْدِلُ الأبْرَاجَ مُصْطَفِنَاتِ
وكمْ اكْتَشَفْنَا في النّهايةِ مَنْزلاً
***تلقاهُ في البَلْوَى حِصْنَ فَلَاةِ
أتَأَمَّلُ الأركانَ وَهْيَ رَوَاسِخٌ
***فأَزُفُّ ألفَ دَعْوةٍ مُزْجَاةِ
ياسَيْلُ مَاخُذِلَ الخُشُوعُ ولا خَبا
***نفحٌ من الآذَانِ والصَّلَواتِ
ويدٌ تَطوفُ معَ الزكاةِ على هدىً
***غسلتْ بقايا الذَّنبِ بالحَسناتِ
وكفيلُ أيْتَامٍ وبِرُّ مَآذنٍ
*****يَحْنُو على المِسْكينِ والفَاقَاتِ
فالمَسْجِدُ الباقي وشَيْخٌ قَدْ سَقَى
***وِردَ الليالي الغُرِّ بالعَبَراتِ
هى( دَرْنةٌ) ومن الرَّجاحةِ أنني
***بين الدّروسِ أطُوفُ والهِزَّاتِ
بحِكايةٍ عن كارثٍ في أمةٍ
***ذِكْرٌ من الجَبَّارِ للتَّوْبَاتِ
يسمو بها نَفَرٌ إلى غُفْرَانهم
***كمْ حَانَ يومُ الحَشْرِ في القَنَواتِ!!