لمن لا يريد أن يفهم
حمدان بن سعيد العلوي
كل منا له تجارب في الحياة، تتشابه الظروف والمواقف وتختلف الشخصيات والأماكن، نحن البشر لا يمكن لنا أن نعيش بمفردنا فمن حولنا هم بشر مثلنا.
طبيعة البشر منهم الصالح ومنهم السيئ وكل منهم يتعامل حسب أخلاقه وتربيته، بعضنا تعوّد على سلوك معين ساهم في تكوين شخصيته من خلال البيئة التي تربى فيها.
تأثر بمن حوله، وكل قرين بالمقارن يقتدي، جميع التصرفات تعكس ما بداخل الإنسان، فلا تستغرب أن تقدم الخير وتلقى الشر فهذا طبيعي جدا.
لن يحسن الجميع بك الظن، وقد يعتقد من تقدم له يد العون أن لك أهدافًا تريد تحقيقها من خلال ذلك، لا تستغرب ولا تتعجب من صفات بعضهم فهم يعتقدون أن الناس يفكرون بما هم يفكرون.
من أراد أن يراك سيئًا سيراك سيئًا لا محالة ولو زينت له الدنيا وما فيها، فلا تتعب نفسك، ولن يدرك أهميتك إلا من يفتقد وجودك.
كن مؤثرًا في كل الأحوال فكل منا يتعامل بأخلاقه فلن تستطيع تغيير السلوك ولا الأفكار والمعتقدات، أحيانًا تجبرك الظروف على التعامل مع مختلف الشخصيات؛ وعليك بنفسك هذبها كما شئت واترك غيرك فلن تهذب من أحببت، ولن تغير فيهم كما تريد فاتركهم يعيشون كما يريدون.
الزمن كفيل بهم ليعلمهم من خلال التجارب والمواقف والأحداث التي يعيشونها بك أو بدونك، فقط عش لنفسك واتركهم لأنفسهم وكل نفس بما كسبت رهينة، النفس مأخوذة بعملها، فإن كان صالحا أنجاها الله من العذاب، .
من لا يريد أن يفهم دعه في شأنه فلن يفهم ما تريد ولو حاولت إقناعه فلن يقتنع؛ فتغيير القناعات لا تأتي إلا بالتجربة وإن لم يتعلم بتلك التجارب، فالذنب ليس ذنبك فلا تتعب نفسك.
لن يثق بك الجميع وإن أعطيتهم ثقتك فسيأتي اليوم الذي يخونون الثقة فلا شيء يدوم في هذه الحياة ولو بسطت يمينك سينشغلون بشمالك.
من تربى على الشك لن يتخلى عنه بسهولة، ومن تعود على تسليط لسانه على الناس فلن تخرس لسانه لأنه وصل إلى مرحلة الشك في نفسه.
لن تجبر الناس على حبك ولو أحببتهم فلهم عالمهم الخاص وأنت مجرد وسيلة يصلون بك وعن طريقك، وعند وصولهم لن يتذكروك ولن يذكروا منك إلا الجانب المظلم.
كل منا له سلبيات وإيجابيات والناس ترى وتركز على السلبيات أكثر وما تركز عليه يتسع فلا تركز كثيرًا فيما حدث وماذا قيل ولماذا.
التغابي من الذكاء؛ فتغابَ ولا تظهر فهمك لما يدور حولك وعش دور المتفرج وابتسم للحياة، ما إن وصلت لهذه المرحلة مرحلة اللا مبالاة فلن يضروك إلا بأمر الله ولن ينفعك سواه فكن على يقين وثقة تامة به عز وجل.
بعضهم يمثل دور الضحية وهو أشد الناس خبثًا ومكرًا وبغضًا لك؛ فوكل الله في أمرك وتوكل عليه فهو حسبك، عش حياتك لنفسك واتركهم لأنفسهم ينشغلون بها.