2024
Adsense
مقالات صحفية

ملوك “الواتساب”

د. طارق آل شيخان

برنامج التراسل العالمي “واتساب” لا غنى عنه في تواصلنا اليومي، وبالطبع فإن من مميزات هذا البرنامج وجود مجموعات تضم أعضاء يتواصلون مع بعضهم البعض، وبالتالي وجود شخصيات تمثل عقلية وفكر هؤلاء الأعضاء، وعلى عجالة سنحلل طريقة تفكير هذه الشخصيات في هذه المجموعات الخليجية على وجه الخصوص.

أول هذه الشخصيات هي شخصية “الملك صباح الخير”، هذه الشخصية مهمتها بهذه الدنيا إرسال عبارات صباح الخير المختلفة ولا شيء آخر يمكن إرساله من قبل هذه الشخصية، فهي ترى أن الدنيا جميلة مليئة بالأمل، لهذا فإنها تتعطف وتتكرم على الأعضاء بإرسال عبارات الصباح، وتعتبر نفسها قدمت لهؤلاء الأعضاء شيئا ثمينا لا يمكن تقديره بثمن، ألا وهو عبارات صباح الخير، فعبارات صباح الخير بمثابة أعظم ما تقدمه هذه الشخصية لأعضاء “القروب”.

ثاني هذه الشخصيات هي شخصية “الملك الرحال”، فهذا العضو مهمته في هذه الحياة نقل الرسائل والمقاطع من هذه “القروبات” إلى تلك “القروبات” من دون تمحيص وتدقيق، ومن دون دليل، بل إنه حتى لا يقرأ أو يشاهد المقاطع نفسها، بمعنى أنه مثل سائق الشاحنة يمر على هذه المدينة وينقل البضاعة وينزلها، وهو لا يعلم ماهية ونوعية هذه البضاعة، وحتى لو كانت هناك مشاحنات وتعليقات حامية بين أعضاء “القروب” تجده يرسل مقاطع ورسائل وسطها وهو لا يعلم ماذا يحدث.

الشخصية الثالثة هي شخصية “الملك الكانز”، ومهمته كنز الرسائل والمقاطع دون الاستفادة منها، بمعنى أن هذه الشخصية لا تشارك ولا تتفاعل بأي موضوع من مواضيع الأعضاء، هي فقط أول من تقرأ وتشاهد المواضيع لكنها لا تشارك مطلقا، بل لا تمرر لا رسالة ولا مقطعا ولا موضوعا لأي “قروب” آخر، وهي تكنز المواضيع دون الاستفادة منها لا بالتعليق ولا بإبداء الرأي سواء في “القروب” أو حتى خارجه، وكل تلك الشخصيات تشترك في شيء واحد مضحك هو عدم الترحيب بالعضو الجديد بالقروب عندما تتم إضافته من مدير القروب كونهم “ملوك الواتساب”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights