2024
Adsense
مقالات صحفية

الصحافة العُمانية بين الأمس واليوم

خولة كامل الكردى

تاريخ الصحافة العُمانية شكل نقطة تحول حقيقية نحو صحافة ناضجة تشق طريقها وسط كم هائل من الصحف والمواقع الإخبارية التي تنقل الحدث في لحظته. استطاعت الصحافة العُمانية وبجهود صحافيين عُمانيين رسم المعالم الأولية والحديثة للصحافة العمانية، والتي بدأت مع إنشاء المطبعة الأولى في زنجبار تحت مسمى المطبعة السلطانية في عهد السلطان برغش بن سعيد، ويوضح هذا بصورة جلية إدراك السلطة العمانية آنذاك الدور المهم الذي تطلع عليه الصحافة في تقديم صورة تعكس بواقعية ميل المجتمع العُماني للتعرف على كل ما يستجد في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وذلك بارتباطها بالجمعية العربية في زنجبار وشرق افريقيا عام ١٩٠٨ م، وتظهر بما لا يدع مجالاً للشك الوعي المبكر الذي أبداه العُمانيون بالصحافة، وفطنتهم للتأثير الكبير الذي تؤديه الصحافة على الوعي الجمعي.

ومن تلك البذرة التي غرسها المؤسسون الأوائل، كانت الانطلاقة الحديثة للصحافة العُمانية هذه المرة من أراضي السلطنة عام ١٩٧١ م في تأسيس أول صحيفة تصدر من سلطنة عُمان؛ وهي صحيفة “الوطن”، على يد مؤسسها نصر بن محمد الطائي، ثم تلتها صدور عدة صحف كصحيفة “عُمان” ١٩٧٢م، و “الشبيبة” عام ١٩٩٣م، ثم صحيفة “الرؤية” عام ٢٠١٠ م، و”شؤون عُمانية”، وصحف أخرى ناطقة باللغة الإنجليزية.

الصحافة العُمانية تعد من الصحف العربية التي تمتاز بالرصانة والجدية والحرفية في نقل الخبر والصورة، والواقعية التي أطرت عملها والبعد عن الظهور كصحيفة صفراء تهتم بالأخبار الغير موثوقة، أو مجرد نقل الفضائح وتأليب الرأي العام سعياً وراء كسب مادي وزيادة في عدد المبيعات.

لقد ظل سجل الصحافة العُمانية حافلاً بالإنجازات من العمل الصحفي المهني بعيداً عن إثارة الفتن والنزاعات، ونقل الخبر كما هو بحيادية تامة من غير تحريف أو تسويق لجهة ما. حيث وضعت الصحافة العُمانية هدفاً جوهرياً مذ نشأتها كصحافة حقيقية واضحة المعالم، وحجزت لها مقعداً بين الصحف العربية والعالمية، ببصمتها التي تعرف بها.

ولا يفوتنا أن نذكر اهتمام الصحافة العُمانية بربط الخبر الصحفي بالتكنولوجيا وظهور الإنترنت، وبروز صحف ومواقع إلكترونية ك”صحيفة النبأ الإلكترونية” التي تعد من الصحف الإلكترونية الطموحة، والتي ظهرت كنتاج عمل دؤوب وجهد متواصل لتضع مدماكاً رئيسياً للصحافة الإلكترونية لمؤسسها، طالب بن مبارك المقبالي في شهر يونيو ٢٠١٨م، مع ثلة من الصحافيين الطموحين، وكتاب، ومراسلين؛ ممن لديهم الحافز القوي للارتقاء بالعمل الصحفي المهني في سلطنة عُمان، والنهوض بمستواه، ولتصبح اسماً له مكانته بين الصحف العُمانية المؤثرة على الساحة المحلية والخليجية والعربية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights