يا ابنة الخريف
سارة سالم
يتسلل الضباب إليك خلسة.. وتأتي أخبار الطقس متواترة..
إنَّ النجوم من حسنك توارت.. والرذاذ يتساقط على كتفك فيذوب بين أحضانك كقطعة السكر..
يتلاشى الضيق وترحل الهموم والأحزان طربا.. تخفق القلوب لبهائك.. كأن روحك معبدٌ يصلي فيه الجمال وترتلُ آيات الحسن تقديسا لك.. والضباب يرخي جدائله بين ربوعك ويعتكف.
ظفار يا ابنة الخريف.. الأرض تتمايل نغما؛ فترقص لك ( رُبوبة) تحت المطر.. متناغمة شجية.. و ( زامل ) بسيوفه ضم هضابك طربا.. واحتضنك ( الطبل).. كأن الدفء بين يديك صار عادة، ما بيننا يا ابنة الخريف ثورة حب أو قولي عشق، تعانق أرواحنا..
حب للطمأنينة.. حب للأمان.. حبك صار للخلود؛ فأناخت كل القصائد في حضرة جمالك..
عقد يتدلى على جيدك.. كحَب اللؤلؤ.. بريق أخذ نوره من شمس خجلي تختبىء خلف شالك الأبيض وخلف ابتسامات..
اجتمعت كالفراشات.. كطائرات الصغار في سهولك وهي تصعد لسماء لتهطل من جديد رذاذا.. وتعيد الفرح.. وتعيد الابتسامة.. وذلك العصفور الصغير من الطمأنينة يرفرف في داخل كل قلب ضممتية بين أحضانك الدافئة.