“معاً لنبذ شائعات خريف ظفار”
خليفه بن سليمان المياحي
محافظة ظفار، وخريف صلالة [حديث الساعة] هذه الأيام. صلالة، وما أدراك ما صلالة، جنة الله في أرضه، أشجار وارفة، وأنهار جارية، وشلالات منحدرة، ورذاذٌ يتساقط على الناس، فيُضفي لهم الشعور الجميل، والجوّ اللطيف. مساحات كبيرة من الأراضي الخضراء المنبسطة، والتلال والجبال المكسوة بالبساط الأخضر، ولا ننسى المواقع الأثرية هنا، وكلها عوامل محفّزة لزيارة المحافظة، إلى جانب الأجواء الخريفية التي تكون في صلالة خلال أشهر : يوليو وأغسطس وسبتمبر، يتوّج ذلك استقبال أهالي ظفار لزوّارهم برحابة الصدر، وبشاشة الوجه، وكرم الضيافة المعهود منهم، ويواكبه التطور الحديث الذي تشهده البلاد في مختلف المجالات في ظلّ العهد المتجدد لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- وكذلك وجود الأماكن التسويقية، وتوفير كل المستلزمات.
لهذا نجد الناس يتسابقون إليها جماعةً وأفُراداً من داخل وطننا الحبيب [ سلطنة عمان] ومن خارجها.
ولكن شدّ انتباهي انتشار بعض المقاطع المصوّرة السلبية التي من يسمعها لربما يتراجع عن زيارة صلالة، حيث يبقى الشكّ والقلق يساورانه، فتجد البعض ينشر مقاطع فيديو لوجود أفاعٍ سامّة، ويصفها بالكثرة وأنها منتشرة كثيراً في هذا الموسم، وآخَر يتحدث بأن البعوض يؤرّقه، وآخَر يقول أن الأسعار مبالَغٌ فيها في العقارات وفي المطاعم والمواقع السياحية.
ولا شكّ أن تلك المقاطع تنتشر في كل مكان كانتشار النار في الهشيم ، ولاشك أنها سيكون لها آثارٍ سلبية، وستتسبّب بتراجع السيّاح، فهُم لا يعلمون الحقيقة، وإنما يمرّ عليهم المقطع مع تعليق من أحد أبناء الوطن، فتتراجع همّته، وربما البعض يلغي الزيارة لصلالة، فيكون بذلك تسبب في زعزعة الحركة السياحية في البلاد.
ولنسلّم أن البعوض والزواحف موجودة، فهل تواجدها في كل مكان من ظفار؟ أم في مواضع معينة؟وبإمكان الجهات المختصة معالجة المشكلة وتحديد موقعها وإرشاد السياح.
أما تعميم المشكلة وأنها موجودة في كل مكان، فإن ذلك في نظري منافٍ للحقيقة، وتقويضٌ للجهود التي تُبذل، وإعطاء صوره ناقصة عن تلك الأرض التي حبَاها الله سبحانه وتعالى بجمال الطبيعة الخلّابة.
وهل هناك مكان في العالم لا يوجد فيه البعوض والزواحف؟
بالمقابل، نجد أن أشخاصاً من خارج السلطنة جزاهم الله خيراً، ينشرون إعلانات ترويجية جميلة عن محافظة ظفار، ويشجعون الناس لزيارتها، ويرسلون مقاطع توحي باستمتاعهم وسعادتهم لوجودهم في ظفار، ومن زارها أول مره سيندم لأنه لم يزرها من قبل.
فمن يا تُرى الأحقّ بدعوة الناس وتشجيعهم لزيارة بلدنا؟
آملاً أن نكون متعاونين في إعطاء الصورة الجميلة عن بلادنا، لتكون وجهةً سياحةً عالمية، وأن يفِد إليها السياح من كل حدبٍ وصَوب، ففي ذلك رفدٌ لاقتصاد الدولة، كما هو مصدرٌ من مصادر الدخل لأبناء البلد في كل القطاعات. فكثيرٌ من الدول تعوّل الآن كثيراً في مصادر دخلها على السياحة، ونحن بوجود المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية في بلادنا، يجب أن نحرص على أن تكون سلطنة عمان الوجهة السياحية الأولى في العالم.
وختاماً أقول أنَّ ظفار جنة الله في أرضه فلنستمتع بخريفها المميز.