سلسلة أيها القائد .. الفرق بين الإبداع والابتكار
خالد بن مرهون النبهاني
في الحلقة الثانية من سلسلة أيها القائد، الإبداع طريقك إلى الابتكار، نسلّط الضوء على الفرق بين الإبداع والابتكار؛ إذ يشكُل على الكثير التفريق بين هذين المصطلحين، خصوصاً مع زيادة تكرار ذِكرهما في الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ من هذا المنطلق تأتي السطور القادمة لتزيل عنك هذا الإشكال، وتعطيك مفتاحاً للسير الآمن نحو تحقيق استراتيجيتك المنشودة.
فمعظم الباحثين المبدعين لديهم تعريفهم الخاص للإبداع، بعضهم عرّف الإبداع بأنه:
فكرة أو منتَج يتّسم بالأصالة والجودة.
كما عرّف آخر الإبداع بأنه: “ظاهرة معقّدة ومتعدّدة الأوجه، وليست غامضة ولا سحرية، بل هي قدرة طبيعية يمتلكها جميع الأفراد الأصحّاء، ويمكن رعايتها بسهولة من خلال التعليم وتطبيق الأدوات والتقنيات المختلفة”.
لكن هناك من يقول بأن الإبداع لا ينشأ بشكل طبيعي، ولكنه يتم اكتسابه، عموماً سواء أكان الإبداع ينشأ بشكل طبيعيّ أو مكتسب فهو يؤدّي في النهاية إلى نتائج جديدة ومثمرة وقيّمة، فهو يُعتَبر من أهم الخصائص التي تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وهو عامل رئيس في تطوّر حياة الإنسان.
في الجانب المقابل، الكتب والمقالات غنية بتعريفات الابتكار، ومع ذلك لا توجد تعاريف واضحة ودقيقة عن الابتكار، حيث عرّف بعضهم الابتكار على أنه:
اختراعات جديدة قابلة للتسويق في شكل منتجات وخدمات.
بينما عرّف آخرون الابتكار على أنه:
الاستغلال الناجح للأفكار الجديدة.
يُنظر إلى الابتكار على أنه العامل الرئيس في تكوين الثروة وقدرة الشركات على المنافسة في السوق العالمية، كما أنه عامل رئيس في استدامة الشركات وبقائها.
إلا أن تعريف الابتكار على الرغم من أهميّته فإنه يخضع للعديد من الغموض والمشكلات، لا سيما أن له علاقة بمصطلح الاختراع والإبداع.
من خلال ما سبق يتّضح أن الإبداع هو اكتشاف فكرة جديدة، بينما يشير الابتكار إلى وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ في شكل عملية أو سلعة أو خدمة تقدمها المنظمة لعملائها، فالإبداع هو قاعدة الابتكار، ويعتمد الابتكار على تطوير وتنفيذ فكرة إبداعية جديدة، حيث يرتبط الابتكار بالمنتجات والخدمات الجديدة والتغييرات الإدارية.
في الختام، الإبداع هو إدخال أفكار جديدة وحلول فعالة، بينما عملية تنفيذ هذه الأفكار والحلول تُسمى بالاختراع، وإذا رُصّع هذا الاختراع بقيمة مضافة سيتحول إلى ابتكار.