اختتام المشروع التجريبي تحدي الوزن المثالي لإنقاص الوزن لطلاب الحلقة الأولى المنفذة في بعض مدارس محافظة مسقط
مسقط-النبأ
قال الدكتور سليمان بن زاهر بن سالم الشريقي طبيب اختصاصي أول بالصحة العامة ورئيس قسم التدريب بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء في تصريح له: تُظهر بيانات المسوحات الصحية منحنىً تصاعدي في معدلات انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين ، حيث ارتفعت معدلات السمنة بينهم (للأعمار 5-19 سنة) بنسبة 16% للذكور و13% للإناث وذلك خلال الأربعة عقود اللاحقة لعام 1975م. وفي بادرة للتعاون المشترك بين الإتحاد العماني للرياضة المدرسية ووزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني ودائرة الصحة المدرسية والجامعية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية والمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة مسقط تم استهداف طلاب الحلقة الأولي في 9 مدارس من محافظة مسقط بمشروع تحدي الوزن المثالي لإنقاص الوزن. قام الفريق الفني المشكل بإعداد الإطار الفني للمشروع وشمل معايير التسجيل والإستبعاد والفحوصات الطبية اللازمة وتحديد منهجية التشخيص وإعداد المواد الفنية والمصادر للأنشطة المنفذة لمحاور التدخل الأربعة التى تم التوافق عليها. وقد ركزنا في إعداد محاور التدخل على شموليتها من ناحية ومناسبة الأنشطة المرتبطة بها لهذه الفئة العمرية وإشراك ولي الأمر في البرنامج.
واشتملت المحاور جانب تعزيز التغذية الصحية من خلال التركيز على وجبة الإفطار وإعداد الوجبات الصحية المتوازنة وتعزيز تعرف الطلاب على الخيارات الصحية وغير الصحية. وفي محور تعزيز أنماط الحياة الصحية تم تركيز الأنشطة نحو التقليل من الجلوس الخامل والتشجيع على النوم لساعات كافية. وفي محور تعزيز النشاط البدني فقد تم إعدار برنامج رياضي مدرسي ومنزلي وتزويد الطلاب بساعات ذكية لمراقبة مستوى الحركة من خلال تسجيل الخطوات الأسبوعية. وفي محور تعزيز الصحة النفسية استهدفت الأنشطة تعريف ولي الأمر بكيفية التعامل مع مشكلة التنمر وتشجيع الطلاب وتحفيزهم ، بالإضافة إلى التوعية بالصحة النفسية في طابور المدرسة. قام الفريق الفني بتدريب الفرق الميدانية المكونة من ممرضات الصحة المدرسية ومعلمات التربية الرياضية والإخصائيات الإجتماعيات من خلال ملتقي حضره شركاء المشروع والإدارات المدرسية. وقد نفذ المشروع في الفترة من 21 ديسمبر 2022م وحتى 11 مايو 2023م. اشترك بالبرنامج 84 طالب وطالبة من الصف الثاني والثالث والرابع وبلغت نسبة الذكور إلى الإناث 46% إلى 54%. وقد بلغ متوسط الوزن للطلاب عند التسجيل 40 كيلوجرام (من 29- إلى67 كجم) ومتوسط قياس كثافة كتلة الجسم لهم 23.5 (من 19- إلى 33). وقد أظهرت عينة الطلاب المشمولين وجود إصابات بفقر دم نقص الحديد ووجود بعض حالات إعتلال سكر الدم.
لقد ساهم المشروع في تحسين بعض المؤشرات فقد استطاع 13 طالب إنقاص أوزانهم بينما حافظ 3 على أوزانهم (تحسن بنسبة 19%) وفي مؤشر كثافة كتلة الجسم الذي يراعي خصوصية هذه الفئة من ناحية النمو حتى وإن لم يكن هناك إنقاص للوزن ، فقد تحسن المؤشر لدى 27 طالب بينما حافظ 3 طلاب على مستوى المؤشر لديهم (تحسن في المؤشر بنسبة 36%).لقد كان لهذه التجربة آثر كبير وقد تعلمنا الكثير من التحديات التى واجهت الفرق الميدانية المنفذة والمشرفة على المشروع ونطمح أن تكون النتائج أفضل في الأعوام القادمة.
وعن دور التمريض المدرسي في المشروع قال الدكتور ناصر السلماني مدير دائرة الصحة المدرسية كان لكوادر الصحة المدرسية دور حيوي في المشروع والذي تمثل في العمل على تنفيذ محاور التدخل الصحي منها على سبيل المثال لا الحصر تنفيذ اجراءات التسجيل والتنسيق مع المراكز الصحية لعمل الفحوصات الأولية حتى الوصول للسجل النهائي للطلاب، تغذية بيانات التسجيل والتقييم خلال المراحل الثلاثة من خلال استمارات الكترونية، المشارمة في الملتقى التعريفي عن المشروع، تنفيذ محاور التغذية وأنماط الحياة الصحية بالتنسيق مع اختصاصية التغذية بالولاية واخيرا التنسيق والتواصل مع الفريق الفني حسب الحاجة.
هذا ويعتزم الفريق المشترك بين الإتحاد العماني للرياضة المدرسية ووزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني ودائرة الصحة المدرسية والجامعية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية والمديرية تعميم المشروع على بعض المحافظات والذي سيستمر 4 سنوات.